نقلا عن منظمة “إنسان” الحقوقية :
المعتقلة سارة أنور السيد محمد ،من مُحافظة دمياط، ولدت في الثالث عشر من شهر إبريل لعام 1994م، تدرس بالفرقة الثالثة بكلية الصيدلة بتقدير امتياز كل عام . ستة أشهرٍ تحت قبضة الاعتقال التعسفيّ ، فالطالبة تم اختطافها واعتقالها تعسفياً من أحد شوارع منطقة التجاري بالمُحافظة في الخامس من شهر مايو لعام 2015م دون أي تُهمة تُذكر من قبل سلطات الأمن .
تُحتجز حالياً بسجن بورسعيد الهموميّ بعد أن تم تحرير محضر للقضية ونلفيق التُّهم والتى منها (حيازة أسلحة ، والتورط في عنف ، استعراض القوة) ، هذا وقد تم ترحيل الطالبة على الفور إلى سجن بورسعيد العموميّ.
وهذا لم يتم مع المُعتقلة حيث قالت والدتها في حديث لأحد المواقع الإلكترونية : “.. سارة تحصل على درجة الامتياز كل عام ، وحافظة للقرآن الكريم ، وبارة بوالديها ، متسائلـة: كيف لبنت بهذه المواصفات أن يتم توجيه هذه التهم لها ؟ ذلك بدلا من أن يتم تكريمها أخلاقياً وعلمياً فهي لم تفعل شيئَا ليكون مكانها السجن . “
وأكملت تقول: “قدمنا شكاوي كتير للنائب العام أول ما تم اعتقالها وهى على ذمة قضية بس للأسف المحامين ما قدروش يوصلوا لرقم لقضية أو حتى الاتهامات اللي محجوزه بيها، وقدمنا تظلم للنائب العام والنهارده جينا لحقوق الانسان تعرف مشكلتنا ممكن يشوفلـنا حل، يعني بقالهم أربع شهور أهو والوضع زي ما هو، بناتنا متفوقات، يعني بنتي رابعة كلية صيدله، واخدينها من الطريق في الشارع من دمياط القديمة، يعني حتى المحامين لم يطلعوا على محضر القضية إلى الآن أربع شهور وتجديد 15 يوم و 15 يوم مش عارفين نهاية الموضوع دا إيه أصلًا.”
إذا لا حضور واضح جليّ لأي مُحامي حتى يطلع على قضيتة أو يعرف التُهم المنسوبة لموكلته فأين إذاً نحنُ من تلكم المواد والحقوق المكفولة دستورياً لأي فرد يتم اعتقاله أو حبسه ؟ .هذا تُجيب عنه الجهات الأمنية المُختصة بحماية تلك الحقوق والحفاظ عيلها ، لكنّا نجد دوماً عكس ذلك .
جديرٌ هنا أن نذكر ما قالته والدة الطالبة المُعتقلة عن الانتهاكات التي تتعرض لها الابنة داخل سجن بورسعيد ،فتقول واصفةً حال الأجواء المُحيطة بها وحال الطالبة نفسياً وصحياً ؛ تقول :
(..سارة محتجزة في سجن بورسعيد وسط الجنائيات، وسط دخان السجائر و الرقص .ويتم التجديد لها باستمرار إلى الآن ، طالبت بسرعة الإفراج عنها لإكمال دراستها . بنتي تعاني الكثير من المشقة والتعب بسبب نومها على الأرض، والتعامل السيئ من استخدام ألفاظ وكلمات يعف اللسان عن نطقها من قبل الجنائيات، بالإضافة إلى رائحة السجائر التي يتم تناولها من قبلهن وهو ما إثر بشكل سلبي على صحتها”.
وعن حالة الفتيات المتواجدات معها والوضع النفسي :” البنات نفسيتها تعبت جدًا، 10 بنات موجودين وقاعدين مع الجنايات-19 جنائيّة- وطبعا الجنائيات هناك شرب سجاير وسلوكيات طبعا متناسبش البنات لأنهم جماعيـات كلهم ومتربين تربية عالية ) .
سارة حمدى مُنعت أيضاً من حضور امتحـانات الـعام الماضي كزملائها فأطلقت طالبات كلية الصيدلة بجامعة الأزهر في دمياط الجديدة في شهر مايو الماضي حملة للتضامن مع قضيتها ، وللمطالبة بالإفراج عنها ضمن ثلاثـة عشر فتاة وسيدة مُحتجزه من مُحافظة دمياط .
إلى الآن التجديدات مستمرة دون أي سبب يُذكر كما أوردنا بالتقرير، فمنذُ الخامس من شهر مايو إلى اليوم لا يجدّ أي جديد ولا تُحال القضيّة للبتِّ في أمرها . ومن هُنا نطالب كمنظمة معنيّة بالشأن الحقوقيّ كلّ المؤسسات المسؤولة عن حماية الأفراد وضمان أمنهم بمراجعة كيفية سير الوضع الحقوقيّ حتى يضمن كلُّ فرد الحياة الآمنه له ولذويه .وحتى يعيش بكرامة لا تُمس على أرضه ويتوفر له كل سبل العيش بحرية .
وتدين منظمة “إنسان” كلّ الانتهاكات التى ارتكبت بحق الطالبة المُعتقلة وتطالب بإيقاف نزيف الاعتقال التعسفيّ بحق النساء والفتيات القاصرات بمصر، ومُحاسبة كل المسؤولين عن إلحاق أي انتهاكٍ للطالبة بحكم الدستور والقانـون والمُعاهدات التي تلتـزم مصر بنصـوص مـوادها .