نقلا عن حساب د. خالد أبوشادي عبر فيسبوك:
1. ﴿وأنت خير الفاتحين﴾: كل المفاتيح بيد الله، قليل من القلوب من يدرك هذا.
2. ﴿ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾: هكذا نفوس العظماء –وليس أعظم من الأنبياء- تأسف وتحزن لإعراض الناس عن الخير، مع أن هذا هو اختيارهم لأنفسهم، لكنها شفقة المصلح على قومه.
3. ﴿ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾: صلة الأنساب والأقوام لا وزن لها عند الله إذا تعارضت مع الدين، فالوشيجة الباقية هي وشيجة الدين، والارتباط الوثيق بين الناس إنما يكون عبر حبل الله المتين.
4. (فَأَخَذْنَاهُمْ بالْبأْسَاءِ والضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضرَّعُون): من عِبَر الشدة والبـلاء أن يراك الله متضرعا بين يديه!
5. سبب نزول الخيرات والبركات هو استقامة الناس على أمر الله: ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض﴾
6. ليست العبرة بالنعمة إنما العبرة بالبركة في هذه النعمة، ولذا كان من دعاء النبي ﷺ: «اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا»، والصاع والمُدّ مكاييل مشهورة عند العرب.
7. سين: لكن المشاهد أن أكثر أهل الغنى هم من لا يؤمنون بالله، أو لا يتقونه!
جيم: المؤمن التقي أكثر الناس غنى في قلبه، وقناعة في نفسه، ورضا بقدَره، وهذه أعظم بركة، ولا حياة أطيب من هذه الحياة.
8. لا يشتط الظالم في ظلمه إلا عندما يأمن مكر الله، والله تعالى قال :( فلا يأمنُ مكرَ الله إلا القومُ الخاسرون )، لذا فعاقبة الظلم الخسران والهلاك.
9. ﴿فلا يأمنُ مكرَ الله إلا القومُ الخاسرون﴾: قال ابن حجر: الأمن من مكر الله يتحقق بالاسترسال في المعاصي مع الاتكال على الرحمة.
10. ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ﴾: قال القشيري: يقال: من عرف علوّ قدره- سبحانه- خشي خفيَّ مكره، ومن أمن خفيَّ مكره نسي عظيم قدره.
11. تتابع الذنوب من غير توبة سبب إزهاق روح القلب، وتحويله إلى صخرة صمّاء: (أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون)
12. ﴿يريد أن يخرجكم من أرضكم﴾: اتهام المصلحين بالتآمر على البلد اسطوانة يكرِّرها الطغاة في كل عصر.
13. ﴿وإنكم لمن المقربين﴾: التقريب وإغداق الهدايا أسلوب الطغاة في إغراء أصحاب النفوس الضعيفة لينفِّذوا أمرهم ويضمنوا ولاءهم.
14. ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾: وكأن قوة قاهرة ألقتهم إلى وضع السجود! فلم يتمالكوا أن سجدوا دون تريث أو تردد، بعد أن بهرهم نور الحقِّ الساطع.
15. ﴿آمنتم له قبل أن آذن لكم ﴾: حتى الإيمان يحتاج إلى تصريح! ما أغبى هؤلاء الطغاة!
16. ﴿لاضير إنا إلى ربنا منقلبون﴾: كل أوجاع الدنيا مغمورة في بحر ثواب الآخرة.
17. أولى خطوات معاداة الناصحين هي شيطنتهم في عيون الناس: ﴿وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في اﻷرض﴾
18. ﴿وإِنَّا فَوقَهُمْ قَاهِرون﴾: اختيار الفوقية يُوحِي بالسيطرة التامة، وهي أول خطوة في طريق سقوط الطغاة، أن ظنّوا أن الأمرَ إِليهم لا إلى الله.
19. ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾: قدَّم موسى الاستعانة بالله على الصبر، لأن التوكل على الله أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها.
20. ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾: خارطة الطريق نحو النصر= توكُّلٌ + صبر
21. ﴿ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يتذكرون﴾: ليس معنى السنين هنا السنوات؛ بل القحط وقلة المطر.
22. ﴿ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى﴾: في الشدائد والأزمات تتجه الأنظار نحو المصلحين دوما.
23. ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها﴾: الاستضعاف أولى خطوات التمكين !
24. ﴿وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا﴾: حسبك ثناءً على الصبر أنه شرط النصر!
25. ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها﴾:
سين: لماذا لم يقل (المستضعفين)، وقال: (كانوا يُستضعفون)؟
جيم: لسببين:
الأول: إشارة إلى سبب هذا الخبر، أي أن الله أورثهم الأرض جزاء صبرهم.
الثاني: التعريض ببشارة المؤمنين في كل عصر بأنهم ستكون لهم العاقبة كما كانت لبني إسرائيل، إن هم صبروا على الأذى في سبيل الله كما صبر من قبلهم.
26. ﴿ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكّا ﴾: جبال رواسي وصخور تتصدع، وقلوب من لحم ودم لا تتصدع!
27. المتكبرون أقل الناس إدراكا للحقائق وفهما للواقع: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون).
28. ﴿فلا تُشمِت بي اﻷعداء﴾: الصديق ﻻ يشمت، فقط الأعداء يفعلون.
29. ﴿ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه﴾: لا تعاتب حبيبك في لحظات غضبه، فعندما حمل الغضب
موسى عليه السلام على إلقاء الألواح وفيها كلام الله، وجرِّ رأس أخيه وهو نبي، عذره الله ولم يعاتبه.
30. ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي ﴾: كم أخا من إخوانك دعوت له اليوم؟!
31. ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي ﴾: كم من نائم مغفور له، يقوم أخوه يصلي من الليل، فيدعو له، فيغفر الله للاثنين.
32. ﴿ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾: هذا اختصاص يفيد القَصْر، أي لا يرهب العبد أحدا إلا الله، ورهبته خالصة لوجه الله، وليست رياء ولا سمعة ولا لقصد الثناء.
33. من استعظم ذنبه، فقد استصغر رحمة ربه (ورحمتي وسعت كل شيء)؟!
34. قال الثوري: ما أحب أن يُجعَل حسابي إلى أبوي؛ لأني أعلم أن الله تعالى أرحم بي منهما.
35. ﴿ورحمتي وسَعَتْ كلّ شيء﴾: هكذا مطلقا، ودون استثناء، كل شيء مرحوم! وأنت شيء من الأشياء!
36. ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي..... يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر﴾ أبرز صفات نبينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما نصيب ورثته من هذه التركة؟!
37. (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم): (اللوامون) فئة ليتهم إذ قعدوا عن فعل الخير لم يلوموا غيرهم على فعله.
38. (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون): واضح أن الله سيسألنا لماذا لم ننكر لا لماذا لم نغيِّر.. لا عذر لساكت!
39. مهما انتشرت المنكرات من حولنا، فلا ينبغي ترك الإنكار وإلا نزل العذاب بالجميع، ولم ينجُ أحد: (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).
40. يبتليك الله بالحسنات والنعم ليبعثك على الشكر، كما يبتليك بالسيئات والنقم ليبعثك على الصبر ﴿وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون﴾
41. (يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيُغفرُ لنا!) بدلا من أن يشكروا الله على نعمة المغفرة، كفروا بهذه النعمة زاستمرؤوا العصيان.
42. (ويقولون سيُغفر لنا!): يا ويح هؤلاء!ترجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا ... إِنَّ السَّفِينَةَ لَا تَجْرِي عَلَى اليبس
43. (ويقولون سيُغفر لنا!): ماذا دفعت من ثمن كي تشتري المغفرة؟! أم تظنها رخيصة وبالمجّان؟!
44. (ويقولون سيُغفر لنا!): قال معروف الكرخي: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور.
45. (ويقولون سيُغفر لنا!): قال الحسن البصري: إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بلا حسنة، باعتقاد حسن الظن، وهو كاذب فيه، فلو كان صادقا لأحسن العمل، ثم تلا قوله تعالى: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}
46. ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ : قال سعيد بن جبير: يعملون بالذنوب، وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه: قال: ذنبٌ آخر، يعملون به.
47. ﴿وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ عجيب شأن بعض المذنبين! يمشون على الأرض مطمئنين، وكأنهم أخذوا صِكّا من السماء بهذه المغفرة!
48. ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ : هذه توبة سابقة التجهيز! يأكلون الحرام، ويقولون: سنستغفر الله وسيغفر!
49. ﴿عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى﴾: والعرَض: الأمر الذي يزول ولا يدوم، ويراد به هنا المال، والأدنى: من الدنو بمعنى الأقرب، لأن متاع الدنيا عاجل قريب، أو من دنو الحال وسقوطها ، وفي استخدام اسم الإشارة (هذا) إيماءة إلى تحقير هذا الذي رغبوا فيه.
50. ﴿عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى﴾: هذه الآية نزلت في المرتشين، فقد كان قضاة بني إسرائيل يأخذون الرشوة في الأحكام للتسهيل على العوام.
51. من أبرز صفات المصلحين وعلامات صدقهم: الاستمساك بالكتاب مع إقامة الصلاة، وتأمل: (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)
52. ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها): ما قرأت آية في الانتكاس وعدم الثبات أشد من هذه الآية.
53. ﴿ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى اﻷرض واتبع هواه﴾: قال ابن الجوزي: بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى: ﻻ تبع عزها بذل المعاصي .
54. القرآن يرفع صاحبه، والهوى يضعه (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه).
55. (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) الضال على علم: إن زجرته لم يرتدع (هلك)، وإن تركته بلا نصح (هلك)، كالكلب إن طُرِد كان لاهثا، وإن ترك كان لاهثا.
56. قال ابن قتيبة: كل لاهث إنما يكون من إعياء أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال راحته وحال تعبه؛ وفي حال الري وحال العطش.
ووجه التشابه: حال صاحب الهوى في لهثه خلف هواه.
57. (كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث): ليس معنى تحمل من وضع الأحمال عليه؛ إذ الكلاب لا يحمل عليها، بل المعنى: تزجره وتطرده.
58. (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا): كل من له قلب لا يفقه به الحق، وعين لا تبصر الحق، وأذن لا تسمع الحق، فهو (كالأنعام بل هم أضل)، وسر أنهم أضل من اﻷنعام أن اﻷنعام لو كان لديها عقل لفقهت به!
59. ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ): قال القرطبي موضِّحا: أي اطلبوا منه بأسمائه، فيطلب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هادي اهدني، يا فتاح افتح لي، يا تواب تب علي، وهكذا.
60. (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). قال ابن القيم: وهو مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة.
61. (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) :قال سفيان الثوري: نُسبِغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر.
62. (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ): ما يضرك إن تولى كل الناس عنك ، إن تولى الله أمرك أيها العبد الصالح.
63. ﴿ وهو يتولّى الصالحين ﴾ ؛ والفعل المضارع فيه دلالة على سريان قانون نُصرة الله للصالحين على مر العصور.
64. (إن وليي الله الذي نزل الكتاب) ذكرالله الكتاب مع الولاية، وكأنها إشارة إلى أن ولاية الله لك على قدر صلتك بالقرآن.
65. كثيرا ما تبصر العين ويعمى القلب: (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون)
66. (وأعرض عن الجاهلين) : (وأعرض) عنهم بعينك فلا تنظر إليهم، (وأعرض) عنهم بقلبك فلا يقذفون فيه بالهموم.
67. (وأعرض عن الجاهلين): كثير من الوقت الضائع في الجدل كان دواؤه ألا تتورط فيه من البداية.
68. (وأعرض عن الجاهلين): الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيجذب نحوك دائما من يكابره ويجهل عليك.
69. ﴿ خُذِ ٱلْعَفْوَ ﴾ وذلك مثل قبول الاعتذار والعفو والمساهلة وترك البحث عن الأشياء والتغافل.
70. إذا لم يعترض طريقَ المصلحين جاهلٌ ومعاند فإصلاحهم مشكوك فيه؛ فإن الله تعالى قال لنبيه (وأعرض عن الجاهلين).
71. قيل لسفيان بن عيينة : قد استنبطتَ من القرآن كل شيء ؛ فأين المروءة فيه ؟ قال : في قوله: ( خُذ العفو وأمُر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين ).
72. (إن الذين (اتقوا) إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا): حين تتعثر وتخطئ لم يسلبك الله صفة التقوى، فسبحان من يمدحك ولو أخطأت.
73. ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون): رحمة الله حولك في كل مكان، وتُنال بأيسر الطرق: وماذا أيسر من الإنصات؟
74. ﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴾: رحمة الله قريبة من المستمع للقرآن فكيف بالعامل به؟!
75. المشتاق لسماعِ القرآن مرحوم ؛ والذي ينفر من القرآن محروم ! ﴿ وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون ﴾
76. ﴿وإذا قرئ القرآن (فاستمعوا له وأنصتوا) لعلكم (ترحمون)﴾: كلما زاد حضور قلبك وحسن إنصاتك، كلما زاد نصيبك من رحمة الله.
77. أذكار الصباح والمساء كفيلة بأن تُخرِج العبد من وصف (الغافلين) (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين).
78. ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ﴾: من أعظم علامات الإيمان: التأثر بكلام الله تعالى.
79. ﴿زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون: كلما زاد إيمانك زاد توكلك !
80. ﴿وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا﴾: نية جديدة احتسبها كلما قرأت القرآن: أن تكون سببا في زيادة إيمان غيرك.
81. ﴿وإن فريقا من المؤمنين لكارهون﴾: عندما يقع لك ما لا تحب، فتفاءل، فلعله الطريق إلى ما تحب كما حدث يوم بدر.
82. ﴿إذ (تستغيثون) ربكم (فاستجاب) لكم﴾: حاجتك للإجابة هي كحاجة الغريق للغوث والحياة.
83. ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم﴾:لو استغنى أحد عن الدعاء لكان جيش الصحابة الذين كان فيهم خاتم الأنبياء المؤيد بالوحي.
84. ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾
إياك أن تظن النصر بسبب الملائكة التي تنزلت، وإنما هم مجرد سبب، ولو شاء الله لنصرهم دون ملائكة.
85. ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة: أني معكم﴾: ومنهم جبريل صاحب الستمائة جناح، كل جناح منها يسد الأفق، يقاتل يوم بدر بشرا مهازيل، ومع ذلك يحتاج معية الله، وإلا انهزم!
86. ﴿فثبتوا الذين آمنوا﴾: مهما بلغ إيمان العبد، فإنه يحتاج إلى تثبيت الرب، ووسيلة التثبيت هنا كانت الملائكة!
87. ﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾: ما رميت بنفسك لكن رميت بنا، فكان منك يا محمد قبض التراب وإرساله من يدك، وكان التبليغ والإصابة من الله.
88. ﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾ رمى قبضة من التراب فأصاب جميع الوجوه، وقال له فى موضع آخر: ﴿ليس لك من الأمر شىء﴾، وقال في ثالثة: ﴿ولله ما فى السموات وما فى الأرض﴾، فإذا كان الملك ملكه، والأمر أمره، والحكم حكمه، فكيف يغتر أحد بقوته أو ييأس من ضعفه؟!
89. قال صاحب الكشاف: يعنى أن الرمية التي رميتها- يا محمد- لم ترمها أنت على الحقيقة، لأنك لو رميتها ما بلغ أثرها إلا ما يبلغه أثر رمي البشر، ولكنها كانت رمية الله، حيث أثرت ذلك الأثر العظيم.. فأثبت الرمية لرسول الله ﷺ لأن صورتها وجدت منه، ونفاها عنه، لأن أثرها الذي لا تطيقه البشر هو فعل الله عز وجل.
90. ﴿فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم﴾: لا تنسب لنفسك أي خير، فلولا الله ما ركع راكع ولا سجد ساجد.
91. ﴿وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنا﴾:
البلاء الاختبار ، فيختبرهم مرة بالنعم ليُظهِر شكرهم أو كفرانهم، ويختبرهم أخرى بالمحن ليُظهِر صبرهم أو جزعهم.
92. ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴾: قال السعدي: «مضعف كل مكر وكيد يكيدون به الإسلام وأهله، وجاعل مكرهم محيقا بهم».
93. ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ﴾: قال أبو جهل حين التقى القوم في بدر: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه- أي فأهلكه- الغداة، فكان المستفتح.
94. أعظم العقوبات ألا تنتفع بالعظات: ﴿ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم﴾.
95. ﴿ ولَو عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ..﴾ نصيبنا من الانتفاع بوحي السماء عظيم بقدر (الخير) الذي في قلوبنا.
96. ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾ أنت لا تملك قلبك، فاستعن بمن يملكه كي يثبِّته على الحق.
97. ﴿استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم﴾: تعريف الميت بموجب هذه الآية هو من لم يستجب لأمر الله ورسوله، وعلى قدر الاستجابة تكون الحياة.
98. ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾: في الحديث: «مثل القلب في سرعة تقلبه كريشة ملقاه بأرض فلاة، تقلبها الرياح ظهرا لبطن». صحيح الجامع رقم: 2365
99. (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه): لا تأمن على قلبك أبدا.
100. ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾ سمع عمر رجلا يقول: اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه، فحُل بيني وبين معاصيك أن أعمل بشئ منها.