انقلب عالم كرة القدم رأساً على عقب خلال الشهر الماضي. فللمرة الثانية في غضون أسابيع فقط، أبرم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي صفقةً اهتزت لها دنيا كرة القدم. وبدعم المالكين القطريين، وقَّع النادي الفرنسي عقد إعارة للمهاجم كايليان مبابي ذي الـ19 عاماً، بقيمة انتقال قيل إنها بلغت 216 مليون دولار تُدفع الصيف المقبل، حسبما رصد موقع شبكة سي إن إن الأميركية.
ولا شك في أن صفقة إعارة مبابي هذه ستسرق الأضواء كافة وتتصدر عناوين أخبار الرياضة، إلا أنها لا تضاهي الهالة اللامعة حول صفقة انتقال المهاجم وشريكه المستقبلي نيمار والتي بلغت 260 مليون دولار من أصل نصف مليار دولار، وهي الصفقة التي وقَّعها المهاجم البرازيلي الشهر الماضي.
يضيف تقرير "سي إن إن" الأميركية: "وأمام مبلغ انتقال نيمار ومبابي تضمحل كل صفقة انتقال أخرى، كالتي وقَّعها العام الماضي بول بوغبا مع مانشستر يونايتد بـ105 ملايين دولار، لتعد وقتها رقماً قياسياً، لكن المحللين والمراقبين يرون أن المسألة ليست مجرد تضخم أسعار".
يقول جيمس مونتاغ، مؤلف كتاب The Billionnaire Club: The Unstoppable Rise of Football’s Super-rich Owners (نادي المليارديرات: الصعود الذي لا يمكن إيقافه لمالكي كرة القدم فاحشي الثراء): "بالنسبة للقطريين، فإن الظفر بنيمار يحقق لهم حلماً منذ أن اشتروا نادي باريس سان جيرمان عام 2011؛ ألا وهو تصدُّر لوائح كرة القدم الأوروبية، والتعاقد مع خيرة اللاعبين في أوج شبابهم للظهور كخيار جذاب تماماً كبرشلونة وريال مدريد. إن هذا يضيف إلى قوة علامة باريس سان جيرمان التجارية، ما يصب بالمحصلة في تعزيز دور قطر عالمياً".
قوة ناعمة
ويضيف مونتاغ: "لا شك في أن لكرة القدم نفوذاً عالمياً وسحراً جذاباً؛ لذلك إن شئت أن تصنع لنفسك صورة عالمية على الساحة الدولية، فلا وسيلة أفضل لك من نادي كرة قدم مناسب، فبتملّكك نادي كرة قدم ورعايتك ملعبه الرياضي ووضع اسمك على قمصان لاعبيه ليراه الناس في أكثر من 200 دولة حول العالم أسبوعاً بعد أسبوع من دون أي إيحاءات سلبية تدخل بيوت الناس وعقولهم– إن في كل هذا أداة في غاية القوة تشكل صورتك على الساحة الدولية".
ويتابع: "إن التكلفة المالية ليست في الواقع سوى قطرة في المحيط بالنسبة لمؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية، في سبيل تحويل باريس سان جيرمان إلى نادٍ ضخم على طراز برشلونة، بشكل يعزز من صورة قطر حول العالم. كما أن هذا يثبت لجيرانها أن قطر ما زالت قادرة على العمل كما كانت؛ بل ربما تفوقت وازدادت قوة، مهما حاصرها جيرانها".
وختم مونتاغ بقوله: "وهكذا، وبهذا الإطار، فإن نصف مليار دولار ليس سوى فتات".

