مع استمرار إدارة سد النهضة الإثيوبي في عنجهيتها في إعلان استعدادها للملء الرابع لسد النهضة، بعد إعلان إتمامها الملء الثالث مع نفي وجود أي تشققات في سد السرج، السد الركامي الأكبر سعة (خزان سد النهضة الأوسع) الذي حجز أخيرا وفي الملء الثاني.
22 مليار متر مكعب من المياه، لتصبح كمية المياه وراء السد نحو 74 مليار متر مكعب من المياه، يطرح على الرأي العام ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي قصف سد السرج وليس سد النهضة لتقليل كمية المياه المحتجزة والأضرار بجسم سد النهضة وتجنب إغراق السودان.
واستعرض الإعلامي جلال جادو صورة حديثة نشرتها ناشطة إثيوبية تظهر جزءا كبيرا من سد السرج بعد وصول المياه إليه لأول مرة بعد الملء الثالث". موضحا أن "السرج" هو السد المعاون لسد النهضة الإثيوبي الكبير وهو من رفع حجم التخزين في البحيرة من 14 مليار متر مكعب فقط إلى أكثر ربما من 74 مليار متر مكعب وهو سد ركامي وليس خرساني".
واستعان "جادو" بخبير السدود المصري المقيم في ماليزيا د.محمد حافظ والذي توقفت صفحته على فيسبوك دون توضيح منه لأسباب ذلك، الذي أوضح أن "وصول مياه البحيرة إلي قمة سد السرج والتي تحجز المياه بين منسوب (590- 600)، وقال إن السد ليس به شروخ بحسب ما "أدعي فيه د.هاني سويلم وزير الري بأنه شروخ ولكنها فواصل إنشائية ممتلئة بمادة البوتومين المساله بسبب الحرارة والأمطار . فظهرت في شكل خطوط".
فيما غرد حساب يدعى د. عماد: "الشروخ ديه فى سد السرج مش سد النهضه، على العموم هو النهارده الملء الثالث تم ب ٢٠ مليار ولم ينهار، هننتظر الملء الرابع ب ٤٠ مليار ونشوف وكذلك الملء الخامس ٦٠ مليار وكذلك الملء السادس وهنشوف هينهار ولا لا. لانه ليس أمامنا بديل فلا مفاوضات ولا اتفاق ولا حل عسكرى. هننتظر انهياره.".
أضرار سد السرج
ولإثيوبيا كما السودان ثلاثة سدود على مجرى مياه نهر النيل لكل منهما، وإن اختلفت أحجامهم، ولكن خطر سد السرج كما استخلصه د. محمد الأسواني عبر فيسبوك أن لهذا السد أضرار تتمثل في إمكانية أن تستخدم القناة الملحقة به في ".. تغيير مجرى النيل الأزرق للأبد، و قد تستخدمها إثيوبيا في إنشاء بحيرة صناعية بعد سد السرج، أو تخزين المياه خلف سد آخر، تبنيه أمامه.".
ولذلك رأى أن ".. إثيوبيا لن تمرر قطرة مياه واحدة من السد لمصر. ولا توجد أي إتفاقية تلزمها بتمرير أي شيء مستقبلا، و لا قطرة مياه واحدة، نعم، إثيوبيا ستملء الآن، و عقيدتها أن حصة مصر من النيل الأزرق تساوي (صفر)، وتعتبر أن مصر بقبولها وجود سد النهضة، تنازلت ضمنيا عن إتفاقية ١٩٠٢ التي كانت تمنعها من إقامة سدود على النيل الأزرق".
ضرب السد
حسابات مصرية من المؤيدين والمعارضين طالبا سابقا ولاحقا بعمل عسكري يحفظ حقوق مصر في سد النهضة تقوم عليه القوات المسلحة بدلا من استثماراتها في السمك والجمبري بمزارع شمال مصر وقالت حسابات على فيسبوك إن مصر ليست في خطر الآن بسبب مفيض توشكى الذي يحجز مياه الفيضان، وإن كانت نسبة كبيرة منها تتعرض للفقدان بالبخر أو التسرب من بين صخور البحيرة الصخرية للمياه الجوفية، ولكن ".. لابد أن تدمر احلام اثيوبيا حتى لا يتفاقم الوضع بعد 10 سنين، و حتى لا تتجرأ علينا بقية دول حوض النيل".
وأوضحت هذه الحسابات أن ".. ضرب سد السرج سوف يحقق عدة فوائد هى :
1) اذا ضرب سد السرج فإننا سنتجنب حدوث قنبلة مائية تغرق السودان ، لأنها لن تفرغ الا نصف كمية بحيرة سد النهضة فقط.
2)اذا قصف سد السرج فإن المياه سوف تغرق اولا اراضي اثيوبيا و تذهب بطيئا إلى حوض نهر النيل الازرق و هذا ايضا يجنب السودان قنبلة مائية تدمر سد الروصيرص.
3) سد السرج سد ركامي ( شوية تراب مفيش خرسانه ) يعني لو حصل سيول ممكن يبوش لواحده فقصفه بعدة صواريخ كافيين جدا لتدميره خصوصا بعد امتلاء بحيرة سد النهضة.
رواد تويتر
ولمن رأى استحالة القيام بعمل عسكري بحجة انتهاء وقته، طرح حساب "عودة الروح ام الوعي" أنه "لسه ممكن ضرب سد السرج لمنع مزيد من التخزين لاكثر من ٧٤ مليار.."، وزعم عبر "@7arakaBaraka" أنه يعتقد أن "المخابرات العامة وصدامهم مع السيسي و عزل ١٧ منهم وراءه هذا الملف الحساس.. هناك خبراء "مهندسين" اعتقد قربهم للجهاز واعلنوا صراحة ما لم يقوله رجال العامة على العلن؟!!!".
وطالب الحساب أيضا بخطوات ثلاثة وهي: "اعلان الغاء اتفاقية المبادئ اولا.. اعلان السد عدائي لحجب المياة و مطالبة لجنة الدفاع والامن القومي بانعقاد دائم لازالة اي عائق يمنع سريان تدفق النهر.. اخطار اثيوبيا بعدم تخزين اكثر من ١٤ او ٢٠ مليار والالتزام بهذا الحد او يعتبر اي اجراء غير ذلك اعلان حرب يستلزم ضرب سد السرج".
فيما قال نجعاوي: "مازال هناك حل مع خسائر قليله، وهو تدمير سد السرج ، حيث ان المياه لم تلامسه بعد، وبهذا تنحصر سعه البحيره في ٢٢ مليار م٣ تقريبا".
شراقي والخطورة
الخبير والضيف الدائم على المواقع والصحف المحلية الموالية د.عباس شراقي قال في تصريحات صحفية إن "السد ومن منظور فني بحت وبسعته المبالغ فيها وهي 74 مليار متر مكعب بعد أن كان 11,1 مليار متر مكعب في التصميم الأصلي بات يشكل خطرا شديدا في حال انهياره.".
ولكن الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، اعتبر في تصريحات صحفية أن حديث آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا وعدد من المسؤولين الإثيوبيين عن عدم تأثر دولتي المصب، ادعاءات وأكاذيب، موضحا أن "مصر تعاني من أزمة مائية كبيرة، جعلت الحكومة تتبع عدداً من الإجراءات القاسية للترشيد، من بينها تقليل مساحات زراعة الأرز كثيراً، بما لا يكفي الاستهلاك المحلي، رغم الظروف الدولية الصعبة من ندرة الغذاء".
ولكن شراقي في منشور عبر صفحته على «فيسبوك»، قال "من الطبيعي أن تصل مياه الإيراد الجديد في النصف الثاني من يوليو وأوائل أغسطس من كل عام؛ لذلك فإن العام المائي في وزارة الري يبدأ أول أغسطس من كل عام؛ إلا أن هذا العام تأخر وصول مياه النيل الأزرق أكثر من 40 يوماً بسبب التخزين في سد النهضة، الذي بدأت مياهه في المفيض من أعلى الممر الأوسط بعد مرور ما يقرب من نصف الموسم الذي يستغرق نحو 3 أشهر (يوليو - أغسطس - سبتمبر).
واستطرد شراقي: «الاحتياطي مطمئن في السد العالي رغم خسارة هذا العام 9 مليارات متر مكعب هي مقدار التخزين الثالث.
طمأنة مشكوك بها
العالم المصري الدكتور فاروق الباز، قال في تغريدة له، إن مياه النيل وصلت إلى ذروتها خلف السد العالي؛ لأن "هذه السنة من سنوات الخير... معنى ذلك أن السنوات الخمس أو السبع المقبلة ستكون هادئة بالنسبة إلى تحرش إثيوبيا... كذا سلمنا الله من مشكلات لا تتوافق مع مسيرة النمو بالسنوات المقبلة".
وتساءل مراقبون إنه إذا كان الوضع مطمئن لماذا لجأت مصر في نهاية يوليو الماضي، إلى الاحتجاج لدى مجلس الأمن الدولي على خطط إثيوبيا لمواصلة ملء سد النهضة أحادياً خلال موسم الأمطار منذ يوليو 2020، دون اتفاق مع الدول الثلاث المعنية بالموضوع.
ويبلغ العجز المائي، في مصر بين احتياجات بـ 114 مليار متر مكعب من المياه، في حين أن الموارد تبلغ 74 مليار متر مكعب"، وفق وزارة الموارد المائية.
سد السرج
و"السرج" سد ركامي بين جبلين بمساحة تزيد على 330 ألف متر مربع، ويمتد على طول 5200 متر، ويبلغ متوسط ارتفاعه 50 مترا، وبدأ البناء فيه مباشرة بعد بدء إنشاء سد النهضة عام 2009، ويقع غرب موقع السد الرئيسي بحوالي 98 متر.
ولا يضم السد أي توربينات ولذلك تم الانتهاء منه بشكل سريع، ولكن به أكثر من 30000 حاجز بلاستيكي تحت الأرض، لمنع تسرب المياه منه بأي شكل من الأشكال.
وأنشأته الحكومة الإثيوبية بهدف زيادة سعة بحيرة سد النهضة من 15 مليار متر مكعب إلى 74 مليار متر مكعب، من أجل زيادة حجم خزان المياة بسد النهضة لـ59 مليار متر مكعب.
وتكمن خطورته أنه الخطوة الأخطر والأهم في سد النهضة فبدونه لن يتمكن سد إثيوبيا من الملء المتعاقب بالنسبة المعلنة، واتجهت الحكومة الإثيوبية لبنائه بعد أن رغبت في زيادة سعة تخزين سد النهضة، الذي يبلغ ارتفاعه 85 مترا، من أجل حل مشكلة تسريب المياة الناتجة من سد النهضة، وأوضح رئيس جهاز التفتيش الفني القائم على مشروع سد النهضة السد سيكون له مساهمة محورية في توليد الطاقة المخطط لها البالغة 15.760 جيجاوات من السد الرئيسي.