وجهت فدوى خالد ابنة المحامية والحقوقية هدى عبدالمنعم المعتقلة على ذمة قضية ملفقة، رسالة عبر صفحتها على فيسبوك إلى سلطات الانقلاب عبرت فيها عن حزنها الشديد لاستمرار حبس والدتها المريضة والتى تجاوزت الستين من عمرها .

وقالت "فدوى" في رسالتها إنه بدلا من تكريم والدتها لكونها حقوقية وعضو المجلس القومى الأسبق لحقوق الإنسان ،تم الزج بها فى غياهب السجون تعانى الموت البطىء داخل محبسها ،ممنوعة من الزيارة والعلاج .

وتابعت  :أنا فدوى خالد، وهذه هي والدتي، الواقفة خلف القفص الزجاجي الكاتم للصوت، والقضبان الحديدية، المحامية التي وقفت تدافع عن الذين كانوا مكانها يومًا، هدى عبدالمنعم.

وأضافت أنه في مثل هذا الوقت، كان من المفترض أن تكون أمي -رغم تعبها- واقفةً بكل حب أمام الموقد، تعد لنا الفطور، أو تجهز الغداء، أو تصنع كوبًا عتيقًا من القهوة أو ثقيلًا من الشاي، وتقدمه لنا جميعًا وهي تحفظ كم يشرب كلٌّ منا وماذا يشرب وكم ملعقةً من السكر يريد.

ونوهت أنه "في مثل هذا الوقت كان من المفترض أن تتجهز أمي للذهاب لعملها، حيث آلاف الأوراق القادمة من المحكمة أو الذاهبة إليها، للدفاع عن أبرياء أو للمرافعة ضد جناة، وتقف في جُبتها السوداء، بقلبها الأبيض الجميل، وصوتها الواضح، تسوق الحجج وتبيّن الحق، ويثني عليها القضاة الذين تقف أمامهم لسعة علمها وقوة حجتها".

ولفتت إلى أنه في هذا الوقت، "أقف أنا قبالة أمي، تلك السيدة التي بالنسبة لي كل شيء، وبالنسبة لها فنحن كل شيء، أحاول أن أكلمها، أتواصل معها، أخبرها بأحوالنا، بأي خبر، بأي أمر، عن طريق لغة الإشارة! أريد أن أسمع صوتها ولا أستطيع، لا أفهم لماذا لا أتمكن من حضنها، من ضمها، سنوات مرت ولم أشم رائحة أمي، ولم أسمع ضحكتها، ولم أرَ وجهها دون قضبان ملعونة أو مسافات بعيدة".

وأكدت أن والدتها لم تفعل أي شيء سوى عملها الطبيعي الذي تقوم به منذ ثلاثين سنة! ولم ترتكب جرما، وهي التي تعاني من أمراض تجعلها لا تتحمل الجلوس في البيت دون أن تفتح الشبابيك! فما بالكم بالسجن في زنزانة مصمتة صخرية الجدران دون هواء ولا نَفَس لأربع سنوات ونصف.

وقالت: "لا أريد أن أسمع صوتها، ولا أن أحدثها بلغة الشفاه، ولا زيارة في الشهر، ولا في الأسبوع، ولا أن أحضنها بينما يقف العساكر حولنا، ولا أريد أيا من الحقوق التي لنا ويجب أن يكفلها القانون الذي وقفت أمي تدافع عنه وتتحدث به طوال عمرها، وإنما أريد أمي نفسها، بشحمها ولحمها، غير أسيرة ولا سجينة، سالمةً حرةً تمامًا، تجلس في شرفة بيتنا التي اشتاقت إليها، تتعافى من التجربة الثقيلة المرة التي كانت تهدد حياتها كل يوم، وأنا وأخَواتي، نجلس حولها، بينما يعد أبي حبيبي الذي لا يستطيع الحياة من دونها، الشاي والقهوة لنا جميعا، ويصنع كوبًا مخصوصا لأمي، في فنجانها الذي لم يرتشف فيه أحدٌ رشفةً واحدةً منذ غابت عن البيت".

وكانت قوات أمن الانقلاب القت القبض على المحامية هدى عبد المنعم من منزلها فى أول نوفمبر 2018 وبعد أكثر من 4 سنوات ورغم تجاوزها مدة الحبس الاحتياطى ،حكم عليها بالسجن 5 سنوات ومراقبة 5 سنوات أخرى!