د. إبراهيم حمّامي
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
أعلنت حماس عن “اختيارها” ليحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية (رحمه الله)، وبالإجماع.
الاختيار جاء بعد أقل من اسبوع على اغتيال هنية في طهران، والإعلان جاء مفاجئًا خاصة أن أسماء كثيرة تم تداولها في الأيام القليلة الماضية كمرشحين محتملين لذلك الموقع.
ليس السنوار هو الأقدم تراتبيًا ولا الأكبر سنًا، فلماذا تم اختياره؟
لا يفوت أي مراقب للأحداث والأوضاع المتسارعة جدًا ملاحظة عدد من الرسائل المهمة التي يمكن قراءة بعضها في هذا الاختيار:
سرعة الاختيار وبالإجماع هو رسالة تثبت حيوية حماس وقدرتها على التواصل في أحلك الظروف ومع كل الساحات.
وهي رسالة أيضًا عن وحدة الحركة الداخلية.
حماس بهذا الاختيار تكون قد حددت أولوياتها: العسكري قبل السياسي.
هي رسالة تحدي للاحتلال وتأكيد على المواجهة والوقوف خلف مقاتليها في الميدان.
بهذا الاختيار تكون حماس قد رفعت الحرج عن أي دولة مضيفة لأي رئيس آخر لها، تتعرض من خلال تلك الاستضافة للضغوطات والتهديدات الدولية.
وتكون أيضًا قد ارتاحت – نسبيًا – من ترتيبات الحماية الإضافية لرئيس مكتبها، فقد أثبتت الوقائع أن أنفاق غزة أكثر أمانًا من عواصم المنطقة سواء بيروت أو دمشق أو طهران.
هي أيضًا رسالة فقدان الثقة بالنظام والقانون الدوليين والوقوف موقف العاجز تارة والمتآمر المنحاز تارة أخرى.
وأيضًا فقدان للثقة والشعور بالمرارة من الخذلان العربي، والتقارب مع إيران التي يعتبر السنوار من أكثر المتحمسين لتعزيز العلاقات معها.
أيضًا هي خطوة تسحب البساط من محكمة الجنايات الدولية التي تحاول المساواة بين الضحية والجلاد، فإن قررت إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الحركة، فغزة وأنفاقها أمامهم، دون إحراج أي دولة قد تستضيف أو يزورها رئيس الحركة.
أما عن مفاوضات صفقة وقف إطلاق النار فالرسالة الأهم والأوضح الآن أن القرار في غزة وفي الميدان، تواصلوا وتفاوضوا هناك.
هل تذكرون شارع جكر – العام 2015 في غزة – هذا الاختيار لا يقل جكرًا واستفزازًا ونكاية بمجرم الحرب نتنياهو وحكومته الفاشية الذين لا يكرهون شخصًا في هذا العالم كما يكرهون السنوار.
وإن كانت هذه هي رسالة حماس الوحيدة.. لكفتها!