• المقاومة مستمرة في غزة والضفة ومازالت تسدد ضربات قوية للعدو
  • مجلس الأمن الدولي لا ينصف شعبنا وإن أصدر قرارا لصالحه لا يتم تنفيذه
  • القرار الأخير الذي اتخذته المقاومة في طريقة التعامل مع الأسرى يستهدف إحباط محاولات الوصول إليهم

 

أجرى الحوار : محمد عويس

عام كامل يقترب منذ بدأت حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة والذي قام بتوسيع مجالها إلى الضفة الغربية، وسط حالة من الصمود الاستثنائي والرفض الشعبي الكامل لسياسات التهجير التي استهدفها الاحتلال وسعى لتنفيذها بكل قوة.

وتتزامن حالة الصمود الأسطوري مع التفاف شعبي واسع مع المقاومة واتساق مع منجزاتها على الأرض بعدما أذاقت الاحتلال خسائر في الأرواح والمعدات لم يكن يتصور حدوثها منذ بداية احتلاله لأرض فلسطين عام 1948 م.

المتغيرات كثيرة والأحداث تتسارع بشكل كبير والتساؤلات تتزايد حول ما يمكن أن تؤول له الاحوال خلال المرحلة القادمة، ولذا فقد كان اللقاء ضروريا بأحد الشخصيات التي تمثل المقاومة لنتعرف على المالات والتوقعات ، فكان هذا الحوار لـ " نافذة مصر"  مع عبد الرحمن شديد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس.

  •  قاربت الحرب على العام فكيف تبدو الصورة أمامكم خاصة بعد التطورات الأخيرة بامتداد العدوان الصهيوين إلى الضفة الغربية ؟
  • الاحتلال ما زال يواصل ارتكاب حرب الإبادة الجماعية والمجازر في غزة وما زال أيضا يرتكب الجرائم في الضفة الغربية، وهذه الجرائم لا تستهدف المقاومين والمقاومة كما يحاول أن يروج الاحتلال محليا وعالميا ، إنما تستهدف كل ما هو فلسطيني؛ فهو يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ ويستهدف البيوت الآمنة وكافة مرافق الحياة.

 الاحتلال الآن في الضفة الغربية يقوم بقطع شبكات الكهرباء والماء والاتصالات وتجريف الشوارع والمحلات التجارية ويحاصر المستشفيات ويمنع سيارات الإسعاف من الوصول إليها، ويقوم حتى بتدمير الشوارع داخل وخارج المخيمات، كل ذلك بهدف الضغط على الحاضنة الشعبية ومحاولة عمل شرخ بين شعبنا الفلسطيني وأهالي هذه المخيمات والقرى والمدن من ناحية وبين أبطال المقاومة في الضفة الغربية وهو يفعل الأمر نفسه في غزة.

أما في غزة فحدث ولا حرج فقد دمر الاحتلال كل شيء بداية من شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمستشفيات والمدارس والجامعات، هذا هو ديدن الاحتلال الذي يقوم بارتكاب الجرائم المجازر وينتهك كل القوانين الدولية والإنسانية وللأسف الشديد لا رادع له من قبل هذا المجتمع الدولي ومن قبل الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك في هذه الحرب ، ولذا فنحن نعتبر الولايات المتحدة الأمريكية شريك حقيقي في الجرائم التي ترتكب في فلسطين وهي التي تمد هذا الاحتلال بالذخيرة والصواريخ وشحنات الأسلحة المختلفة.

إلا أنه وفي المقابل نرى صمود شعبنا الفلسطيني ونرى أن المقاومة ما زالت تسدد الضربات للاحتلال سواء في غزة أو في الضفة وفي ذلك إشارات ورسائل واضحة بأن كل سياسات الاحتلال الهمجية والجرائم والمجازر التي يرتكبها بهدف القضاء على المقاومة أو الضغط عليها من خلال الحاضنة الشعبية لها، كل ذلك لم يفت في عضد المقاومة وعضد شعبنا الفلسطيني، وما زال شعبنا يواصل تقديم التضحيات، وما زالت المقاومة تسدد الضربات لصدر هذا العدو، وما زال هذا العدو يتألم في كل ساعة يتواجد بها على تراب غزة ويدخل فيها مخيمات الضفة الغربية، وهذا يدل على قناعة أبناء شعبنا الفلسطيني وقناعة الشباب الفلسطيني وقناعة هذا الجيل البطل بأن حقوق شعبنا لن تسترد إلا بالمقاومة والمقاومة وحدها وأن أي مشاريع أخرى فشلت في تحقيق حلم شعبنا الفلسطيني بالحرية والدولة.

 

                                       احتجاجات داخلية

  • وماذا عن تأثيرات المتغيرات على  الجبهة الداخلية لدى الاحتلال في الأراضي المحتلة عام 48 م ومدى تأثير هذه الأوضاع على حكومة نتنياهو المتطرفة وما هي إمكانية ارغامه لقبول صفقة لتحرير الأسرى؟ 
  • بخصوص الاحتجاجات المتعلقة بجمهور الاحتلال والتي تخرج إلى الشوارع للمطالبة بعقد صفقة تبادل والإفراج عن أسرى العدو لدى المقاومة هي احتجاجات مهمة للضغط على نتنياهو وهي إشارة واضحة أن جمهور العدو بات غير مقتنع بجدية نتنياهو بالإفراج عن أسراهم لدى المقاومة، وأن أهالي هؤلاء الاسرى باتوا متأكدين من أن نتنياهو لا يعمل بشكل جدي للإفراج عنهم؛ بل هو يقتلهم بقراره البقاء في محور فيلادلفيا.

هذه المظاهرات هي احدى الوسائل المهمة في الضغط على هذه الحكومة الفاشية المتجردة من الإنسانية ، علما بأنه يدرك أنه لن يسترد أسراه بالعمل العسكري بعد أن عجز عن حمايتهم في السابع من اكتوبر.

وأؤكد أن هذه الاحتجاجات سيبقى أثرها ضعيف إذا بقيت بالوتيرة الحالية ولن يستجيب نتنياهو إلا بازدياد حدة الاحتجاجات والإضرابات إزاء سياساته الفاشلة، خاصة وأنه يدرك أن وقف الحرب سيفتح عليه باب المحاسبة ولجان التحقيق.

 

  •  مازال محور فيلاديفيا هو الحجة التي يطرحها الاحتلال لتحقيق مزيد من الهروب من استحقاقات المفاوضات ، فكيف ترون بداية الحل ، وكيف ترون طبيعة الموقف الأمريكي للتعاطي مع المفاوضات ؟
  • حتى اليوم لا يوجد أي جديد في مسار المفاوضات، وكلما بذل الوسطاء جهودا في موضوع إتمام الصفقة وعقد الاتفاق؛ يقوم نتنياهو بوضع مزيد من الشروط والاجراءات والقرارات التي تعرقل الوصول إلى حل، وذلك بهدف إفشال جهود الوساطة المصرية القطرية، وبالتالي نحن لا نرى أن هناك أي جدية حقيقية من قبل الكيان الصهيوني في عقد هذه الصفقة ولا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لوقف هذه الحرب، ودليل ذلك أن ما كشفت عنه بعض التحقيقات الأخيرة من أن الشحنات العسكرية الأمريكية ما زالت تصل إلى الكيان الصهيوني وما زالت الإدارة الأمريكية وبايدن يمد الكيان الصهيوني بكل أنواع الذخيرة والأسلحة من أجل مواصلة هذه الحرب.

وبالتالي فحتى الان هذه الصفقة وهذا الاتفاق ما زال يصطدم بجدار عناد نتنياهو ومخططات هذه الحكومة الفاشية المتطرفة التي تريد الاستمرار في الحرب وتوسيعها لتصبح حرباً إقليميه وادخال لبنان وإيران فيها.

 

  • القرار الأخير الذي اتخذته المقاومة بشأن سياسة التعامل مع الأسرى حال وجود هجوم من قوات الاحتلال ، هل ترون له تـثير على تحجيم الضغوط على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟
  • القرار الذي اتخذته المقاومة والتعليمات الجديدة تستهدف إحباط محاولات الاحتلال الحثيثة للوصول إلى أسرى العدو داخل غزة ، ومن خلال التجربة يحاول الاحتلال ارتكاب مجازر دامية للمدنيين بهدف استخلاص عدد من الأسرى الذين يتوهم أنهم موجودون في حاضنة هذه المنطقة أو تلك، وكان المثال واضحا في حادثة النصيرات التي وقعت قبل عدة أسابيع، وبالتالي فإن مثل هذه التعليمات التي صدرت للحراس تأتي في سياق إحباط هذه المحاولات الاستخبارية والأمنية والعسكرية التي يقوم بها العدو من أجل الوصول لأسراه داخل غزة ، حيث يسعي الاحتلال لمحاولة تحريرهم في إطار عمليات عسكرية بديلا عن تحريرهم في إطار صفقة وهو ما حقق فيه فشلا كبيرا.

 

انحياز ومعايير مزدوجة

 

  • على صعيد الحرب الدائرة.. ما هو وقع التصعيد الحالي والانتهاكات في الضفة الغربية من الكيان المحتل على المقاومة ؟
  •  الضفة الغربية لم تشهد تصعيدا عسكريا صهيونيا في هذه الأسابيع أو هذه الأيام، فقط، فالضفة على مدار سنوات وهي بين مد وجزر وتتعرض لجرائم مستمرة من الاحتلال، والمواجهات بين الاحتلال والمقاومة لا تنتهي ، رغم كل سياسات الاحتلال التي تهدف لاجتثاث المقاومة من الضفة، ورغم التنسيق الأمني الواسع والعميق، الا ان ذلك كله لم يفلح في اجهاض المقاومه ومنعها من تنفيذ عمليات ضد الكيان بشكل كامل.

صحيح قد يتمكن الاحتلال تارة من توجيه ضربات للمقاومة وتارة أخرى تقوم السلطة بإجهاض عدد من العمليات، إلا أن المقاومة مازالت قادرة على إدارة فعل المقاومة والتأثير في العدو بشكل كبير رغم كل هذه التحديات.

ولعل السبب الرئيس وراء استمرار المقاومة هو رسوخ قناعات لدى الشعب الفلسطيني في الضفة بأن المقاومة هي الحل الذي يمكن أن يثخن في العدو وأن المفاوضات التي خاضتها السلطة خلال 30 عاما لم تحقق أي تقدم، وهو ما يدعم فكرة المقاومة لدى قطاعات واسعة من الفلسطينيين في الضفة.

 

  • هناك محاولات وضغوط أمريكية وغربية تحقيق مزيد من الضغط على المقاومة وكان آخرها  انعقاد مجلس الأمن الدولي بطلب صهـ.ـيوني، وبدعم أمريكي بريطاني فرنسي، لبحث ملف الأسـ.ـرى والمحتجزين لدى المـ.ـقاومة، فيما تتواصل المحرقة وحرب الإبادة التي يتعرّض لها شعبنا الأعزل في غـ.ـزة والضفة ، فكيف ترون أثر  مثل هذه الإجراءات على مجمل حركة المقاومة ؟

 

  • كان الاولى أن ينعقد مجلس الامن لوقف حرب الإباده الجماعيه والمجازر بحق أهلنا في غزه منذ 11 شهرا من اجل وقف المذبحه المستمره، وكان يجب ان ينعقد مجلس الامن من أجل الإفراج عن أسرى شعبنا الفلسطيني الذين يرزح بعضهم داخل سجون الاحتلال منذ ما يقرب من 40 عاما وأكثر، ويصل عددهم إلى أكثر من 10.000 أسير منهم الاطفال و النساء وكبار السن، ولكن الواقع يؤكد أننا لم نر مثل هذا التحرك  إلا من أجل إجبار الاحتلال على تنفيذ قرارات الـمم المتحده بحق القضيه الفلسطينيه وبحق شعبنا الفلسطيني.

تجربتنا كشعب فلسطيني على مدار 76 عاما مع مجلس الامن أن قراراته غير منصفه تجاه شعبنا ودائما منحازه لصالح الكيان الصهيوني والولايات المتحدة تستخدم دائما حق النقض "الفيتو" لصالح الاحتلال الصهيوني وبالتالي حتى لو صدرت بعض القرارات من مجلس الأمن وإن كان بعضها لصالح شعبنا فإننا ندرك تماما أن الكيان الصهيوني لا ينفذها ومجلس الامن أيضا لا يجبر الكيان الصهيوني على تنفيذها فهناك ازدواجيه معلومة ومعروفة في المعايير لدى هذه المؤسسات الدوليه وفي مقدمتها مجلس الامن.