في مشهد هزّ الوجدان الإنساني، شهد سجن صيدنايا، المعروف بـ"المسلخ البشري"، لحظة غير مسبوقة حينما فتحت أبوابه لتحرير آلاف المعتقلين السوريين.
خلف القضبان التي احتجزت سنوات الألم والخوف، اصطفت نساء مذهولات وطفل لم يرَ النور إلا في زنزانة، ليخرجوا إلى الحرية لأول مرة.
في إحدى مقاطع الفيديو التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر أحد عناصر المعارضة المسلحة يطمئن المعتقلين قائلاً: "لا تخافوا، نحن الثوار. اخرجوا واذهبوا حيثما شئتم">
وبينما كانت إحدى النساء تهم بالخروج، خرج أمامها طفل صغير ولد في السجن، في لحظة جسدت قسوة الواقع السوري.
شاهد الفيديو:
https://x.com/ShaamNetwork/status/1865650288029253693
تحرير معتقلي صيدنايا:
تحرير سجن صيدنايا، الذي يوصف بـ"السجن الأحمر" لكثرة الدماء التي أريقت داخله، كان ذروة الفرحة.
هذا السجن الواقع في ريف دمشق، يشهد تعذيباً يفوق الوصف وظروفاً إنسانية قاسية. وُضع بداخله عشرات المعتقلين في غرف ضيقة، وكان رمزاً للاضطهاد خلال سنوات الثورة السورية.
شاهد الفيديو:
https://x.com/AlJeebalNews/status/1865714970224456157
قتيبة ياسين، الصحفي والناشط السوري، وصف الحدث بـ"سقوط باستيل سوريا"، مستحضراً التاريخ الفرنسي في إسقاط رموز الاستبداد.
وفي تغريداته، أكد ياسين أن تحرير السجن لم يكتمل، مشيراً إلى وجود طوابق سرية تحت الأرض ما زالت مغلقة.
شاهد الفيديو:
https://x.com/k7ybnd99/status/1865684251410313398
لحظات قبل الموت: شهادات صادمة من قلب الجحيم
في فيديو آخر، أقسم أحد المعتقلين أنهم أُفرج عنهم قبل ساعات فقط من تنفيذ حكم الإعدام، مما أثار موجة من الصدمة والتساؤلات حول آلاف المعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً في سجون النظام.
شاهد الفيديو:
https://x.com/DrAyedAljuraid/status/1865692366738239977
فرحة مشوبة بالحذر: مطالب لضمان العدالة
رغم الفرحة العارمة في مدن سورية عديدة مثل حلب وحمص وحماة، برزت دعوات حقوقية لضمان أن تكون الإفراجات عادلة ومنظمة.
فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حذر من الإفراج العشوائي الذي قد يخلط بين المعتقلين السياسيين والمجرمين، مما يضعف مصداقية المطالبات بحقوق المعتقلين السياسيين.
وأضاف عبد الغني أن هناك حاجة ماسة لإشراف منظمات حقوقية مستقلة على عمليات الإفراج، مقترحاً تشكيل لجنة تضم ممثلي الضحايا لضمان التمييز بين المعتقلين الأبرياء ومنتهكي حقوق الإنسان.
أرقام مأساوية وأمل متجدد
بحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بلغ عدد المعتقلين في سجون الأسد منذ مارس 2011 وحتى أغسطس 2024 نحو 136 ألفاً و614 شخصاً، بينهم 3,698 طفلاً و8,504 سيدات.
ومع ذلك، تبقى هذه الأرقام مجرد جزء من مأساة أكبر.