تتصاعد الأصوات حول أوضاع المعتقلين في سجون عبدالفتاح السيسي، حيث تُروى قصص التعذيب النفسي والحرمان المتعمد من العلاج كوسيلة للعقاب.
في شهادة مأساوية تكشف عن معاناة إنسانية شديدة، يروي أحد المعتقلين السابقين تفاصيل تجربته التي تمثل نموذجًا لما يعانيه المعتقلون المرضى داخل السجون.
 

لتتعلم كيف تموت بهدوء
   هذه الجملة القاسية كانت بمثابة تهديد مباشر من أحد الضباط لهذا المعتقل، معبّرة عن سياسة الإهمال المتعمد التي تُمارس في السجون.
يبدأ المعتقل روايته بمطالبته البسيطة كإنسان، قبل أن يكون معتقلًا، بالحصول على العلاج المناسب لحالته الصحية؛ إذ كان يعاني من نزيف في الكلى، وضغط الدم المرتفع، ومن آثار عملية قلب مفتوح أُجريت له مسبقًا.

رغم صبره الطويل على الألم، تفاقمت حالته إلى نزيف شرجي مستمر.
وبعد سلسلة من الضغوطات والمحاضر الرسمية، تمت الموافقة على نقله إلى المستشفى؛ لكن الرحلة لم تكن إلى العلاج بل إلى مزيد من الانتهاكات.
 

الضرب والإذلال الجماعي
   في سيارة الترحيلات، تعرض المعتقل ومن معه لاعتداء جسدي ولفظي وحشي من قبل الضباط، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
وعند وصولهم إلى سجن شبين، استمر الإذلال على يد الضباط وأمناء السجن تحت إشراف رئيس المباحث.
جُرّدوا من ملابسهم بالكامل، حتى المرضى الذين يعانون من إعاقات جسدية لم يسلموا من الاعتداء.
 

زنزانة الموت
   يصف المعتقل الظروف اللاإنسانية التي وُضعوا فيها، حيث زُج بهم في زنزانة لا تتجاوز مساحتها مترًا ونصفًا في ثلاثة أمتار.
خمسة مرضى، بينهم مريض بالشلل الرعاش وآخر مصاب بالصرع، اُحتجزوا في هذه المساحة الضيقة مع جردل فارغ للبول وزجاجتي مياه فقط.
لا طعام ولا غطاء يحميهم من البرد القارس، مع السماح لهم باستخدام الحمام مرة واحدة في اليوم لمدة خمس دقائق.
 

نداء للعالم
   يقول المعتقل: "يا أحرار العالم، اعتقلت منذ أربع سنوات فقط لأنني حاولت نقل الحقيقة؛ تعرضت للتعذيب والإهانة والحرمان من أهلي وأبنائي؛ واليوم، هم يخططون لقتلي ببطء عن طريق منع العلاج. لكني أرفض أن أموت في صمت".