في تقرير خاص يكشف تفاصيل مثيرة حول علاقة أسماء الأخرس، زوجة الهارب بشار الأسد، بأجهزة الاستخبارات البريطانية ودورها داخل النظام السوري، نشر الكاتب السوري نزار نيوف وثائق تسلط الضوء على مرحلة ما قبل وبعد زواجها من بشار الأسد، وتأثيرها على القرارات السياسية الداخلية والخارجية.
معارضة حافظ الأسد للزواج.. تساؤلات مبكرة
تشير وثائق رُفِعت إلى حافظ الأسد من قِبَل رئيس شعبة المخابرات العسكرية علي دوبا إلى تخوفه من زواج ابنه بشار من أسماء الأخرس.
ويعود التقرير الأول إلى عام 1992، حيث أشار إلى أن "سحر العطري"، والدة أسماء، كانت تنظم لقاءات سرية لبشار مع ضباط مخابرات بريطانية.
كما أوضحت الوثائق لاحقًا أن أسماء كانت على صلة وثيقة بجهاز الاستخبارات البريطاني منذ التسعينيات.
أسماء الأخرس ودورها الاستخباراتي
عملت أسماء الأخرس في بنك "مورغان" الأمريكي في منتصف التسعينيات، حيث يُعتقد أنها جُنّدت للعمل لصالح المخابرات البريطانية الداخلية (MI5) والخارجية (MI6).
وتشير الوثائق إلى أن زواجها من بشار الأسد لم يكن نتيجة علاقة شخصية بل كان جزءًا من مخطط استخباراتي بريطاني لزرع تأثير مباشر داخل النظام السوري.
اجتماعات سرية وعلاقات مشبوهة
تتضمن الوثائق معلومات عن اجتماع عُقد في 14 ديسمبر 1992، جمع بين بشار الأسد، وأسماء الأخرس في لندن، بحضور ضابطة المخابرات البريطانية إليزا مانينغهام بولر، ناقش الاجتماع مواضيع سياسية تتعلق بمفاوضات السلام مع الاحتلال الصهيوني.
وفي تقرير آخر يعود إلى عام 1998، ذُكر أن بولر أمّنت وظيفة لأسماء الأخرس في بنك "مورغان"، حيث كانت مسؤولة عن مراقبة الاستثمارات الآسيوية ورفع التقارير الاستخباراتية مباشرة إلى الضباط البريطانيين.
دور أسماء في إعادة هيكلة الجيش السوري
توضح إحدى الوثائق أن أسماء الأخرس كانت مكلفة بمهمة حل الحرس الجمهوري وإعادة هيكلة الجيش السوري، بالتعاون مع شركة استشارات أمنية تُدعى "هنري جاكسون سوسايتي"، التي تعمل كواجهة لأجهزة استخبارات أميركية وبريطانية.
وتشير الوثائق إلى أن الهدف كان تفكيك النفوذ التقليدي للجيش السوري لصالح توجهات جديدة تخدم المصالح الغربية.
بشار الأسد بين المخابرات الروسية والبريطانية
تكشف الوثائق أن بشار الأسد كان تحت "المراقبة الإيجابية" من قِبَل علي دوبا أثناء دراسته في بريطانيا.
وأشارت التقارير إلى قلق حافظ الأسد من تأثير الأوساط البريطانية على ابنه، خاصةً مع وجود اتصالات بين بشار وأسماء الأخرس خلال تلك الفترة.
التواصل مع الاحتلال الصهيوني وأدوار غامضة
تُظهر إحدى الوثائق أن أسماء الأخرس لعبت دورًا في تسهيل التواصل بين النظام السوري والاحتلال الصهيوني عبر جمعية الصداقة البريطانية السورية.
وخلال عدوان 2006 على لبنان، أرسل بشار الأسد رسالة شفهية لرئيس وزراء الاحتلال عبر أسماء الأخرس.
تسريبات وردود فعل النظام
بحسب مصادر مطلعة، قامت أجهزة المخابرات السورية بحرق أرشيفها الورقي والرقمي لتجنب تسريب المزيد من الوثائق الحساسة، إلا أن ما تبقى من أرشيف علي دوبا يسلط الضوء على دور الاستخبارات الأجنبية في تشكيل مواقف النظام السوري.
كما تكشف الوثائق عن خطط استخباراتية واسعة النطاق كانت تهدف إلى التحكم في مستقبل سوريا من خلال نفوذ أسماء الأخرس داخل القصر الجمهوري.