بين سودانيين يرون أولوية مصر في برنامج إعادة الإعمار للسودان، مقدرين الخسائر بنحو 127 مليار دولار، وآخرون يرون تعقيدات في إجرءات الإقامة واللجوء للسودانيين في مصر أدت إلى هروب نحو 3 آلاف سوداني إلى دول منها رواندا.
وتناول مؤتمر بالقاهرة، حضره مسؤولون بالسفارة السودانية، منهم المستشار الثقافي بالسفارة، هروب رؤوس الأموال السودانية إلى كل من رواندا وسلطنة عمان وإثيوبيا، ومغادرة 3000 آلاف طالب سوداني إلى رواندا بسبب التعقيدات في مصر.
ودعا المستشار الثقافي بالسفارة السودانية بالقاهرة إلى تسهيل الإجراءات والتخفيف من التعقيدات في مصر منعًا لهروب هذه الأموال، ومغادرة الطلبة. وقال لابد من تسهيل التحويلات المصرفية، مؤكدًا أن مصر هي الدولة التي وقفت جانب الشعب السوداني، وقال نشكر السيسي وللحكومة والشعب المصري هذه الوقفة التي سجلها التاريخ.
ومن بين شكوى المستشار الثقافي مطالبته ".. بتسهيل حركة رجال الأعمال السودانيين والحصول على الإقامة بمصر، وقال إن رجل الأعمال لم يأت سائحًا، وإنما يحتاج إقامة تمكنه من الدخول والخروج وهذا هو أساس الاستثمار".
حجم الخسائر
ومن جانب ثاني، قال رئيس مجلس إدارة المركز السوداني المصري للتكامل الدكتور عادل عبد العزيز إن "مصر لها الحق والأولوية في إعادة الإعمار للسودان، ولابد أن يكون لمصر جانب من المكاسب مقابل المساعدة والوقفة الحقيقية مع السودان في وقت الشدة"..
وعرض عبد العزيز ورقة المركز (السبت 15 مارس الجاري) عن إسهام المؤسسات والشركات المصرية في إعادة إعمار السودان الواقع والمأمول، وأبانت الورقة أن مجمل الخسائر التي خلفتها الحرب في القطاعات الإقتصادية المختلفة في السودان حتى اللحظة بلغ 127 مليار دولار قابلة للزيادة.
ويعد مؤتمر مركز تكامل هو الثاني من نوعه بعد مؤتمر عن إعادة الإعمار في السودان، ومؤتمر رجال الأعمال المصري السوداني الأول الذي عقد بالقاهرة نوفمبر الماضي.
ومن المقرر أن تعقد نسخة ثالثة من المؤتمر ولكن في بورتسودان، ومن المقرر انعقادها في شهر إبريل المقبل، وفق ما أعلنه السفير المصري بالسودان هاني صلاح.
وتناول الحضور مدى جاهزية السودان الآن لاستقبال رجال الأعمال المصريين، وعن المناطق الآمنة التي يمكن الاستثمار بها، مؤكدين أن رأس المال جبان، ولا يمكن إقامة مشروعات في السودان الآن في ظل الحرب الدائرة.
وأوضح الحضور أن هناك تساؤلات كثيرة من رجال الأعمال المصريين عن كيفية إقامة مشروعات في السودان في ظل الحرب وعن التوقيت المناسب لذلك.
من جانبه أكد المستشار الفني بالسفارة السودانية بالقاهرة قريب الله عبد العزيز أن الوقت مناسب الآن للإعمار في السودان، وأن القوات المسلحة هي المسيطرة بصورة كبيرة على البلاد ولم يتبق لها في العاصمة سوى جيوب صغيرة للتمرد، وسوف تقضي عليها في الأيام القليلة المقبلة، وقال قريب الله إن الحرب الآن على مشارف النهاية، وإن القوات المسلحة الآن تمتلك زمام الأمر.
وقال المستشار الفني بالسفارة إن "مصر هي الأحق بأن تعيد الإعمار في السودان لوقوفها بجانبه في هذه الأزمة، مضيفًا أن معظم الولايات في البلاد مرشحة الآن لإعادة الإعمار وخاصة الخرطوم التي أحدث بها الدعم السريع دمارًا كبيرًا، ماعدا ولايات دارفور والتي مازالت الحرب دائرة فيها".
وكان المستشار الثقافي بالسفارة السودانية اشتكى أيضًا قصورًا في عمل الآلة الإعلامية في السودان ومصر تجاه الحرب، ووعد بتنظيم زيارات للصحفيين ورجال الأعمال المصريين إلى السودان لمعرفة الأوضاع على الأرض، وقال نريد عمل سوق حرة بين السودان ومصر، لأن لدينا منتجات كبيرة جدًا هذا العام، ومصر هي المنفذ الوحيد الآن للسلع السودانية.