أعلن أبناء الشيخ أبو اسحاق الحويني، هيثم وحاتم الحويني، عن وفاة والدهما الاثنين 17 من شهر رمضان 1446هـ بالدوحة بعد معاناة مع مرض السرطان.

ومنذ مرضه الذي استمر معه سنوات، كانت له محاضرة بعد نهوضه من وعكة صحية قال فيها: "دعوت الله قديمًا أن أموت واقفًا وأن أناضل عن ديني".

وأضاف الشيخ الحويني في مقطع الفيديو: "أتمنى أن أموت واقفًا.. لا أريد أن أموت وأنا نائم.. حريص أني أعلِّم حتى أموت".

وألمت بالحويني وعكة صحية وزاره عدد من العلماء المصريين والعرب بالدوحة حيث يقيم ونجليه حاتم وهيثم، وممن زاره د. رمضان خميس، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر وقطر وقال "في زيارة لشيخنا الجليل فضيلة الشيخ أبي إسحق الحويني حفظه الله صحبة العلماء الكرام، سعدنا فيها بالسماع منه لبعض آرائه ونصائحه، أدام الله في حياتنا العلماء الربانيين ونفعنا بهم وبآثارهم".

 

موقفه من الانقلاب

وعن موقف الشيخ أبو إسحاق من الانقلاب على الرئيس د. محمد مرسي (رحمه الله)، نشر الشيخ حاتم الحويني تكذيبًا لادعاءات صحيفة (اليوم السابع) والصحافة السوداء التي خرجت بفيديو في 20 يوليو 2013 لفضيلة الشخ أبو اسحاق الحويني بعد اجتزائه من نصه.

حيث عرضوا الفيديو  بشكل يوحي بأن الشيخ الحويني ضد الرئيس مرسي.

فيقول الشيخ حاتم نجل فضيلة الشيخ أبو اسحاق الحويني :"كنتُ موجودًا هناك، في درس أبي وشيخي أبو إسحاق ‫الحويني، هذا الدرس الذي طار به "الفريق الآخر" كل مَطار، فخرجت علينا صُحُفه السوداء وقنواته المعوّقة راقصة ومهللة: "قالها شيخ السلفية!"

ماذا قال أيها الأفاكون؟!

هل خرجت من فمه كلمة واحدة ضد إخواننا من "‫‏الإخوان المسلمون"، أو حتى تمسهم من قريب أو بعيد؟!

إنه لم يذكرهم في الدرس أصلاً، ولا حتى لمّح!

بل علي مدار السنة لم يذكر كلمة إخوان مسلمون في محاضراته !!

أيها الأفاكون!

إن أبي نظر إلى ما جرى من السنة الفائتة تحت ظلال حكم الدكتور ‫مرسي - فك الله أسره - وما حدث على إثره نظرة ما أظن أن قلوبكم المريضة وعقولكم السقيمة تعرف عنها شيئًا..

إنها نظرة شرعية إلى سبب كل محنة وابتلاء.. ألا وهي الذنوب والمعاصي وعدم تحقيق العبودية لله تعالى.

ثم إنه حدد -هو وباقي مجلس شورى العلماء- أن إرجاع د. مرسي إلى مكانه الشرعي هو أول وأهم الخطوات للنهوض بالبلد بعد كبوتها.

لا أيها الكاذبون المزورون المزيفون!

لم يقلها أبي، ولن يقولها..

قل موتوا بغيظكم!".

كما وجه الشيخ هيثم الحويني كلمة أخيرة قال فيها: "وأخيرًا.. كلمة لابد منها لإخواني.. قال أبي كثيرًا: "لا تعتمدوا على كثرة متبعيكم من العوام؛ فإنهم لن يذكروا فضلكم إذا ما نُشر عنكم شيء مخالف. وعليكم بأبنائكم ممن ربوتموهم".

وأنا أقول: إنه ليحزنني أن أرى كثيرًا منكم ينجر وراء مثل هذه الاتهامات من هذه المصادر الساقطة عدالتها - وأحيانًا دينها - فيسارع بالاتهام قبل التثبت.. حقًا أخاف عليكم أن تصبحوا من "أتباع كل ناعق"... احفظوا لمشايخكم قدرهم، واعرفوا لهم فضلهم، والأهم: استصحبوا تاريخهم وكلامهم القديم الثابت عنهم مع كل خبر تسمعونه عنهم.. أدام الله الود بيننا.. وقطع ألسن الكاذبين المنافقين المغرضين.. وحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من أيدي العابثين.

وفي 14 ديسمبر 2013، جدد الشيخ أبو إسحاق الحويني الداعية السلفي دعوته للمصريين بمقاطعة الاستفتاء على دستور الانقلابيين المقرر في 14، 15 يناير 2014.

وأفتى الحوينى في وقت سابق بمقاطعة الاستفتاء على الدستور المصاغ بواسطة اللجنة المعينة من سلطات الانقلاب، وعدم المشاركة في التصويت عليه.

 

نشأة وعلم

والشيخ (أبو اسحاق) هو حجازي محمد يوسف شريف، ولد في شهر يونيو 1951، ولقب "الحويني"  نسبة إلى قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ التي ولد وتربى فيها.

وتخرج الشيخ في كلية الألسن قسم اللغة الإسبانية- جامعة عين شمس.

وتتلمذ أبو إسحاق أولاً على يد خاله الشيخ عبد الحي زيان وأخذ عليه القرآن، ثم عبد الفتاح الجزار وأخذ عليه اللغة العربية.

وعلى يد الشيخ محمد نجيب المطيعي أخذ علم أصول الفقه وأصول علم الحديث، ودرس عليه ما تيسر من «صحيح البخاري»، و«المجموع للنووي»، و«الأشباه والنظائر» للسيوطي، و«إحياء علوم الدين» للغزالي.

كما تتلمذ على يد المحدث محمد ناصر الدين الألباني وتأثر بكتبه، حيث رحل إليه مرتين الأولى: في شهر الله المحرم «سنة 1407هـ»، والثانية: في شهر ذي الحجة سنة «1410هـ».

كما جلس الشيخ في الجامع الأزهر لجماعة من أساتذة العلوم الشرعية المختلفة، ومنهم؛ الدكتور موسى شاهين لاشين رئيس قسم الحديث، في كلية أصول الدين، جامعة الأزهر آنذاك.

وحضر للشيخ عبد العزيز بن باز دروسه بالجامع الكبير، والمسجد الذي كان بجوار بيته بمدينة جدة، وحضر مع الشيخ محمد بن صالح العثيمين دروسه بالمسجد الحرام.

وحضر للشيخ عبد الله بن قاعود شرح كتاب «البرهان في أصول الفقه»، للإمام الجويني.

وتأثر بالشيخ عبد الله بن جبرين والتقى به الشيخ في جمع كبير، ألقى الشيخ ابن جبرين محاضرة، ثم تلاه الشيخ، وألقى بعده محاضرة، فأثنى عليه الشيخ ابن جبرين ثناء عاطرًا، حتى استحيى الشيخ من الحضور، وهو يسمع هذا الثناء؛ إذ وصفه الشيخ ابن جبرين "بمُحَدِّث مصر".

وعبر منصته على فيسبوك قالوا إن من مشائخه؛ الشيخ عبد الحميد كشك والذي تعلم منه عاطفته نحو دينه، والشيخ محمد جميل غازي، وقد أخذ عنه نُبذًا كثيرة من التفسير وأصوله، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، والدكتور عبد الفتاح الحلو، وتعلم منه أصول التحقيق.

وتعلم الشيخ من الشيخ العلامة المحقق سيد أحمد صقر الذي حقق إعجاز القرآن للباقلاني، وتأويل الحديث لابن قتيبة، والصاحبي لابن فارس، والموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري للآمدي، ومناقب الشافعي، للبيهقي، وغيرها.

وكذا الشيخ الكبير سيد سابق (رحمه الله)، وقد بدأ الشيخ بدراسة الفقه في أول طريقه على كتابه المشهور «فقه السنة»، فهو أول كتاب درسه في الفقه.

وتعلق الشيخ بكتب علماء العصر ولم يدركهم: العلامة المحدث (عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (رحمه الله)، والعلامة المحدث أحمد بن محمد شاكر (رحمه الله).