في ظل استئناف الغارات الصهيونية على قطاع غزة، تصاعدت أصوات الاستنكار من داخل الكيان الصهيوني، ليس فقط من الأوساط الحقوقية والسياسية، بل أيضًا من عائلات الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية ومن بعض الأسرى المفرج عنهم سابقًا، الذين يرون أن قرار حكومة الاحتلال باستئناف العمليات العسكرية يعرض حياة المختطفين لخطر محقق.
 

غارات دامية وإدانات متزايدة
   استأنفت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الثلاثاء، قصفها المكثف على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 400 شهيد وإصابة المئات، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
وسط هذا التصعيد، حذر أهالي الأسرى الصهاينة من أن الغارات الصهيونية قد تؤدي إلى مقتل أبنائهم، متهمين حكومة الاحتلال بالتخلي عنهم في سبيل تحقيق أهداف عسكرية.
 

حكومة الاحتلال تحكم بالإعدام على المختطفين
   قال نمرود كوهين، شقيق أحد الأسرى الصهاينة في غزة، إن "قرار العودة للقتال يعني أن إسرائيل تصدر حكمًا بالإعدام على المختطفين"، مضيفًا أن الضغط العسكري تسبب في مقتل 41 مختطفًا سابقًا، متسائلًا: "ما الذي سيختلف هذه المرة؟".

من جانبه، أكد الأسير السابق إيلي كوهين أن استئناف العدوان هو بمثابة "إنزال عقوبة الإعدام بأصدقائي الذين بقوا في الأسر"، مشيرًا إلى أن الظروف التي يعيشها الأسرى في غزة لا تحتمل، وأن الضغط العسكري لن يؤدي إلا إلى تعقيد الوضع وتأزيمه.

بدوره، تحدث الأسير السابق لويس هير عن معاناة الأسرى قائلاً: "لقد مررنا بجحيم مماثل من قبل، ولكن وضع المختطفين الآن لا يمكن تصوره، إنه أمر مفجع".
 

عائلات المختطفين تهاجم الحكومة: لماذا انسحبتم من الاتفاق؟
   التصعيد الصهيوني أثار غضب أهالي الأسرى الصهايننة، الذين وجهوا انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته. حيث قال والد الأسير ماتان إنجرست إن الدولة "لم تقاتل من أجل ابني لمجرد أنه جندي، ولا أفهم كيف سيعود الآن تحت ضغط عسكري".

كما أصدرت هيئة عائلات الأسرى الصهاينة بيانًا شديد اللهجة، حذرت فيه من أن الضغط العسكري "سيؤدي إلى قتل المحتجزين الأحياء واختفاء الأموات"، داعية إلى مظاهرات احتجاجية ضد قرار الحكومة الذي وصفته بأنه "تضحية بالمختطفين".

وطالبت العائلات بعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس فريق المفاوضات لمعرفة أسباب انسحاب الحكومة من الاتفاق الذي كان من الممكن أن يعيد جميع المختطفين إلى إسرائيل.
وجاء في البيان: "نسأل الحكومة: لماذا انسحبتم من الاتفاق؟ كان بإمكانكم إعادة جميع الرهائن. لن يكون هناك أمن، ولا نصر، ولا نهضة، حتى يعود آخر مختطف إلى إسرائيل."
 

مطالب بالتدخل الدولي ووقف إطلاق النار
   في سياق متصل، وجهت عائلات الأسرى الصهاينة نداءً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعين إياه إلى مواصلة الضغط من أجل إطلاق سراح المختطفين.
كما شددوا على ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ أرواح من تبقى من الأسرى، مؤكدين أن "حياة كثيرين على المحك".
 

انقسام داخل كيان الاحتلال حول استمرار القتال
   يجسد هذا الموقف انقسامًا داخليًا متزايدًا في الكيان الصهيوني بشأن استمرار العمليات العسكرية في غزة، حيث ترى شريحة واسعة من أهالي المختطفين أن الحكومة لا تعير اهتمامًا لمصير أبنائهم، فيما تصر القيادة السياسية والعسكرية على أن التصعيد هو السبيل الوحيد لتحقيق "الأمن لإسرائيل".