ودّعت الأمة الإسلامية أحد أبرز علمائها، حيث أعلنت أسرة الداعية المصري حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بأبو إسحاق الحويني، عن وفاته يوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة، عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وقد شكل رحيله خسارة كبيرة في الأوساط الدينية والعلمية، خاصة لما قدمه من جهود في نشر العلم الشرعي والدفاع عن قضايا الأمة.
حماس تنعى الحويني وتشيد بمواقفه
في بيان رسمي صدر امس الثلاثاء، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الداعية الراحل، مؤكدة أنه كان “عَلَمًا من أعلام السنّة النبوية، وداعية بارزًا حمل لواء الدعوة إلى الله منذ صغره وحتى آخر أيام حياته”.
وأشارت الحركة إلى أن الأمة الإسلامية فقدت بوفاته شخصية علمية ودعوية كان لها أثرها البارز في نشر تعاليم الإسلام والدفاع عن السنّة النبوية.
وأضاف البيان أن الحويني كان صاحب مواقف مشرفة في نصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، حيث لم يتوانَ عن إعلان موقفه الداعم للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مستخدمًا منبره الدعوي لنشر الوعي حول عدالة القضية الفلسطينية وأهمية الدفاع عنها.
مسيرة علمية حافلة بالعطاء
يعد الحويني أحد أشهر علماء الحديث في العالم الإسلامي، حيث كرّس حياته لخدمة السنّة النبوية وتصحيح المفاهيم الإسلامية.
وكان له تأثير كبير من خلال محاضراته ودروسه العلمية التي انتشرت في مختلف الأقطار، كما كان له العديد من المؤلفات والكتب التي تُعد مرجعًا لطلاب العلم والباحثين في علوم الحديث.
على مدار عقود، قدم الحويني العديد من الخطب والدروس التي تناولت مختلف القضايا الدينية والاجتماعية، وركز في جزء كبير منها على الدفاع عن الإسلام من الشبهات، وتعزيز الوعي الديني لدى المسلمين، إلى جانب توجيهاته في أمور العقيدة والفقه.
مواقف داعمة لفلسطين والمقاومة
لم يكن الشيخ الحويني بعيدًا عن قضايا الأمة السياسية، فقد كان له صوت قوي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وكان من العلماء الذين لم يترددوا في إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة والمسجد الأقصى.
وقد عرف بمواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية، حيث كانت خطاباته حافلة بالحديث عن ضرورة نصرة الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ردود أفعال واسعة
فور الإعلان عن وفاته، توالت ردود الأفعال من مختلف الجهات والشخصيات الإسلامية التي أشادت بعطائه الفكري والدعوي.
ونعاه العديد من العلماء والدعاة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الأمة الإسلامية فقدت قامة علمية كبيرة.
وكان نجله، حاتم الحويني، قد أعلن عن وفاة والده عبر حسابه على فيسبوك، طالبًا الدعاء له بالرحمة والمغفرة.