ذكرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية الأسبوع الماضي أن جنودًا صهاينة اعتدوا جنسيًا على شقيقين فلسطينيين أثناء تعذيبهما في الضفة الغربية في يناير الماضي.
هذه الحادثة ليست استثناءً، إذ وثّقت الأمم المتحدة، في تقرير جديد، انتهاكات جنسية ممنهجة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023.
 

استخدام العنف الجنسي كأداة قمعية
   
يؤكد تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، بعنوان "أكثر مما يمكن أن يتحمله الإنسان"، أن قوات الاحتلال الصهيوني استخدمت العنف الجنسي ضد الفلسطينيين بهدف إرهابهم وتعزيز نظام القمع الذي يقوض حقهم في تقرير المصير.
ورغم هذا التوثيق، يواصل الإعلام الغربي التركيز على مزاعم صهيونية غير مثبتة حول ارتكاب الفلسطينيين اعتداءات جنسية ضد مستوطنين.
 

ادعاءات غير مدعومة بأدلة
   
عقب هجوم 7 أكتوبر، زعمت سلطات الاحتلال وقوع حالات اغتصاب جماعي ارتكبها فلسطينيون ضد نساء مستوطنات، إلى جانب مزاعم أخرى مثل قطع رؤوس الرضع، وهي روايات أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه شاهد صورًا لها، قبل أن يتراجع البيت الأبيض عن هذا الادعاء لاحقًا.
حتى الآن، لم تتقدم أي امرأة من المستوطنين بادعاء تعرضها للاغتصاب في ذلك اليوم، ولم يظهر أي دليل مرئي يدعم هذه المزاعم، رغم وجود مئات الساعات من تسجيلات الفيديو للهجوم.

ورغم إنكار حماس لوقوع أي اعتداءات جنسية من قبل مقاتليها، استمرت حكومة الاحتلال في ترويج مزاعمها، في حين لم تقدم أدلة دامغة تثبت صحتها.
وعلى الرغم من هذا الغموض، تبنّى الإعلام الغربي هذه الروايات على أنها حقائق، في الوقت الذي يتجاهل فيه أو يقلل من أهمية تقارير موثوقة توثق الاعتداءات الجنسية الصهيونية ضد الفلسطينيين.
 

العنصرية الصهيونية والخوف من الفلسطينيين
   
تنبع هذه المزاعم الصهيونية من تصورات عنصرية قديمة تصور الفلسطينيين كمصدر تهديد للنساء اليهوديات.
هذا الخوف، الذي يعود إلى بدايات الاستعمار الصهيوني، يتجلى في السياسات الصهيونية التي تجرّم العلاقات بين الفلسطينيين واليهوديات.

كما شهدت العقود الأخيرة تصاعدًا في الاعتداءات العنصرية ضد الفلسطينيين، خاصة في القدس، حيث تعرض رجال فلسطينيون للقتل أو الضرب بدعوى الاشتباه في ارتباطهم بعلاقات مع نساء يهوديات.
 

سجل الاحتلال الطويل في الاعتداءات الجنسية
   
يكشف المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس عن حالات موثقة لاغتصاب فلسطينيين على يد جنود صهاينة منذ نكبة 1948، حيث وثّق عمليات اغتصاب وقتل ارتكبها جيش الاحتلال في مدن مثل صفصاف ودير ياسين.
كما استمرت هذه الجرائم في العقود التالية، حيث وقعت حالات اغتصاب بحق لاجئين فلسطينيين حاولوا العودة إلى ديارهم بين عامي 1948 و1955.

في عام 1949، اغتصب 22 جنديًا صهيونيا امرأة فلسطينية قبل قتلها، وبعد عام، اختطف الجنود الصهاينة فتاتين فلسطينيتين وقتلوهما بعد الاعتداء عليهما جنسيًا.

بعد احتلال 1967، أصبح الاغتصاب والتعذيب الجنسي منهجيًا، كما كشفت التقارير الأخيرة عن عمليات اغتصاب جماعي تعرض لها أسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال.
 

العنف الجنسي كأداة إبادة
   
تُظهر الأدلة أن الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها جنود الاحتلال ليست مجرد تجاوزات فردية، بل جزء من استراتيجية تهدف إلى إذلال الفلسطينيين وقمعهم.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، فإن هذه الجرائم تُستخدم كأداة لتعزيز الاحتلال الصهيوني والهيمنة على الشعب الفلسطيني.

رغم كل هذه الوثائق، لا يزال الإعلام الغربي يتجاهلها، مما يعكس تحيزًا عنصريًا يبرر الفظائع الصهيونية بينما يضخم الادعاءات غير المثبتة التي تدعم السردية الصهيونية.

https://www.middleeasteye.net/opinion/israeli-accusations-rape-confessions-own-crime