انتشرت على منصة تيك توك مقاطع فيديو يسخر فيها مؤثرون صهاينة من معاناة الأطفال الفلسطينيين ضحايا الحرب الصهيونية على غزة، حيث حصدت هذه المقاطع مئات الآلاف من المشاهدات.

يقوم شباب المستوطنين بتصوير أنفسهم وهم يتظاهرون بأنهم ممثلون لمنظمة إنسانية خيالية، ثم يتصلون بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم طالبين التبرع لأطفال غزة.
في معظم الحالات، تكون ردود الفعل مليئة بالغضب والشتائم، قبل أن يكشف المتصل عن هويته، ليقدم الأمر كمزحة.

نشر المؤثر الإسرائيلي ياكير بار زوهار مقطع فيديو يسأل فيه المارة عن التبرع لأطفال غزة.
في أحد المشاهد، يوافق رجل على التبرع للأطفال الجوعى، لكن بار زوهار يبدي دهشته ويسأله: "هل أنت متأكد أنك تريد التبرع للأطفال الذين سيصبحون إرهابيين؟"

نُشرت العديد من مقاطع الفيديو المشابهة، التي نشرها في الغالب شباب ومراهقون، وشملت أيضًا بعض الجنود الصهاينة.
 

خطاب الكراهية في التيك توك
   
في إحدى المقاطع، التي أُرفقت بتعليق "لقد خدعنا والدي (وهو يميني متطرف) وطلبنا منه التبرع لأطفال غزة"، تتصل جندية بوالدها وتطلب منه التبرع، بحجة أن "هؤلاء الأطفال يحتاجون أيضًا إلى المساعدة". يرد عليها الأب بغضب: "دعهم يذهبون إلى الجحيم وكل من يتبرع لهم أيضًا"، قبل أن ينهال بالشتائم على المتصلة، التي تكشف عن هويتها في النهاية وتضحك.

في مقطع آخر، تطلب فتاة من والدتها التبرع لأطفال غزة الأبرياء، فترد الأم: "أطفال غزة الأبرياء؟ لا يوجد شيء كهذا"، ثم تتمنى لهم الموت "بعذاب شديد، وبرجم بالحجارة، وأن يحترقوا في الجحيم".

وفي فيديو آخر، يقول أب إنه سيكون سعيدًا باستضافة أطفال من غزة في منزله، لكنه يضيف أنه "سيربطهم في عمود".
 

معاناة أطفال غزة وسط السخرية
   
يأتي هذا الاتجاه الجديد وسط أرقام مفزعة حول تأثير الحرب الصهيونية على أطفال غزة.
تشير التقارير إلى استشهاد ما لا يقل عن 14500 طفل فلسطيني، بالإضافة إلى إصابة آلاف آخرين، وترك 17000 طفل بدون مرافق أو منفصلين عن ذويهم، وتشريد ما يقارب مليون طفل من منازلهم.

بحلول أكتوبر 2024، قُدّر أن 35 ألف طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما بسبب الحرب، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأطفال الفلسطينيون خطر المجاعة، حيث خلص خبراء الأمم المتحدة إلى أن قيادة الاحتلال تستخدم "حملة تجويع متعمدة وممنهجة" كأداة حرب، مما أدى إلى وفيات أكثر من تلك الناتجة عن القصف والهجمات المباشرة.
 

دعم واسع لهذا الاتجاه
   
على الرغم من الطابع العنصري والإهانة الواضحة في هذه المقاطع، لاقت دعمًا واسعًا بين المستخدمين الصهاينة، حيث أشاد العديد منهم بالفيديوهات واعتبروها مضحكة وذكية.

أحد المعلقين، الذي حظي تعليقه بأكثر من 1000 إعجاب، كتب: "هذا يجب أن يكون رأي كل مواطن عاقل في البلاد والعالم بأسره".

في أحد أكثر مقاطع الفيديو انتشارًا، تطلب فتاة من والدها التبرع قائلة: "نحن نهدم منازلهم، لذا علينا أن نبني لهم بيوتًا". يرد الأب بغضب: "سآتي لهدم منزلك أيضًا"، ثم يكيل لها الشتائم والتهديدات طوال المكالمة.
حصل هذا الفيديو وحده على أكثر من 100 ألف إعجاب و3500 تعليق.

أحد المعلقين كتب: "أحب هذا "الترند"، إنه ممتع للغاية"، بينما قال آخر: "عنصري، مهين، لكني مستمتع به!"
 

انتقادات على منصات أخرى
   
في حين أن هذه الفيديوهات لاقت دعمًا واسعًا داخل التيك توك، إلا أن إعادة نشرها على منصات أخرى أثارت استنكارًا واسعًا، حيث وُصفت بأنها "كراهية صريحة" و"تجريد للفلسطينيين من إنسانيتهم".

وبينما يواصل الاحتلال الصهيوني فرض الحصار على غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن المجاعة الجماعية التي تهدد حياة آلاف الأطفال الفلسطينيين.

https://www.middleeasteye.net/trending/israelis-mock-palestinian-children-tiktok-prank-call-trend