خرج عشرات الآلاف من المستوطنين في تظاهرات ضخمة وسط "تل أبيب"، مساء أمس السبت، احتجاجًا على سياسات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى شاملة، واستنكارًا لإقالة رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، التي أوقفتها المحكمة العليا مؤقتًا.

ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه التظاهرات بأنها الأكبر والأعلى صوتًا منذ انطلاق الحراك الاحتجاجي، حيث هتف المتظاهرون بشعارات معارضة لسياسات الحكومة، وقرعوا الطبول، ورددوا عبر مكبرات الصوت هتافات "عار!"، في تعبير عن الغضب الشعبي الواسع.

 

احتجاجات متصاعدة وتهديدات بالعصيان المدني

استقطبت الاحتجاجات في طريق "بيغن" هذا الأسبوع أعداداً غير مسبوقة، إذ امتلأ الطريق بآلاف المستوطنين الممتدين بين شارعي "كابلان" و"شاؤول هامليخ"، في تضاعف واضح لعدد المشاركين مقارنة بالأسابيع السابقة.

وفي تصريح قوي خلال التظاهرة، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إنّ "حكومة السابع من أكتوبر إذا لم تمتثل لقرار المحكمة، فإنها ستصبح حكومة خارجة عن القانون". وأضاف مهددًا: "إذا حدث ذلك، يجب أن تتوقف الحكومة بأكملها عن العمل، فالنظام الأمني وحده لا يمكن أن يتوقف، أما بقية مؤسسات الدولة، من اقتصاد، وكنيست، ومحاكم، وسلطات محلية، وحتى المدارس والجامعات، يجب أن تتوقف"، مشيرًا إلى إمكانية اللجوء إلى العصيان المدني والتمرد الضريبي.

من جانبه، دعا يئير غولان، رئيس "حزب الديمقراطيين"، كافة أطياف المعارضة إلى التوحد ضد الحكومة والعمل معًا من أجل إحداث تغيير جذري.

 

غضب عائلات الأسرى وتصاعد الأزمة

على صعيد آخر، شهدت التظاهرات مشاركة واسعة من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، الذين صبوا جام غضبهم على نتنياهو، متهمين إياه بالتسبب في مقتل أبنائهم عبر استئناف القتال.

وقال داني إلغارات، شقيق إيتسيك إلغارات، الذي استعيد جثمانه مؤخرًا من غزة، إن "عدد الأسرى القتلى سيرتفع بسبب استئناف القتال، ونتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك".

وأضاف إلغارات أن "رئيس الحكومة يتخذ قرارات تتعارض مع مصلحة إسرائيل، فهو يريد الأسرى أمواتًا وصامتين، بدلاً من إعادتهم إلى عائلاتهم"، داعيًا إلى تدخل النائب العام ورئيس الأركان لوقف ما وصفه بـ "العبث السياسي الذي يهدد حياة الأسرى"، كما دعا إلى إضراب عام في كافة القطاعات.

وفي بيان صادر عن ممثلي عائلات الأسرى، شددوا على ضرورة استئناف المفاوضات فورًا لإنجاز صفقة تبادل تضمن استعادة أبنائهم قبل فوات الأوان. وقال يهودا كوهين، والد الجندي الأسير نميرود كوهين، "اليوم هو اليوم الـ533 لاحتجاز 59 أسيرًا وأسيرة في جحيم غزة، ونتنياهو هو المسؤول عن مصيرهم"، موجهًا نداءً غاضبًا إلى الجماهير: "اخرجوا إلى الشوارع، هذه ساعة طوارئ! نتنياهو يقتل الأسرى ويدمر كل شيء!".

شاهد:

https://x.com/tamerqdh/status/1903524503012933964

https://www.facebook.com/watch/?v=1342185653598226