كشفت وثائق بريطانية أن قادة اللاجئين الفلسطينيين في غزة حذروا المملكة المتحدة قبل 70 عامًا من العواقب الوخيمة لأي خطط لإعادة توطين الفلسطينيين في سيناء أو خارج فلسطين.

بحسب ملفات وزارة الخارجية البريطانية، التي اكتشفها ميدل إيست مونيتور في الأرشيف الوطني البريطاني، فقد أُبلغت الحكومة البريطانية أن الدول الغربية ستعاني إذا حاولت كسب صداقة الدول العربية "على حساب حقوق اللاجئين الفلسطينيين".

في يناير 1955، أرسل السفير البريطاني في القاهرة دبلوماسيًا إلى غزة لتقييم أوضاع الفلسطينيين هناك، خاصة اللاجئين، وموقف الحكومة المصرية من قضيتهم. وأشارت التقارير إلى أن الفلسطينيين في غزة كانوا "أفضل حالًا" من نظرائهم في الدول العربية الأخرى، نظرًا للدعم المصري وخدمات وكالة الأونروا.

عام 1953، أطلقت حكومة جمال عبد الناصر مشروع "استصلاح أراضي سيناء"، بدعم من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، لتوطين 50 ألف لاجئ فلسطيني. واعتُبر هذا المشروع خطوة رئيسية في قبول مبدأ التوطين، مما شجع الدول العربية الأخرى على التفكير في خطط مماثلة.

إلا أن البريطانيين لاحظوا رفض اللاجئين الفلسطينيين لهذه الخطط، خوفًا من أن يؤدي الاستيطان في سيناء إلى فقدان حقهم في العودة إلى فلسطين. وفي أحد المخيمات، رأى الدبلوماسي البريطاني خريطة لفلسطين مكتوب عليها: "هذه فلسطين التي فقدناها، وسنعود إليها".

عند لقائه بزعماء اللاجئين، حذر هؤلاء من أن تجاهل القضية الفلسطينية سيؤدي إلى مشاكل مستقبلية للغرب. وقالوا إن أي تحالف بين الغرب والدول العربية لن يكون مستقرًا طالما بقي الفلسطينيون في المنفى، مضيفين أن اللاجئين قد يشكلون "طابورًا خامسًا" يقوض أي تحالفات غربية في المنطقة.

في أوائل 1955، نظم اللاجئون "انتفاضة مارس" احتجاجًا على خطط التوطين، مما أدى إلى إفشال مشروع سيناء. وأشار تقرير بريطاني إلى أن "العقبات العاطفية أمام التوطين تحتاج إلى تجاوز"، إذ أن طموح اللاجئين الدائم في العودة إلى وطنهم ظل هو المحرك الرئيسي لتفكيرهم.

https://www.middleeastmonitor.com/20250324-gazan-refugees-warned-the-west-70-years-ago-palestinians-would-undermine-any-alliance-with-arabs-formed-at-their-expense-british-documents-reveal/