تحولت زيارة مفاجئة لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف إلى مديرية الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية، إلى محور حديث الأهالي والمعلمين، ليس بسبب تفاصيل الجولة، بل بسبب ما تلاها من مأساة إنسانية أثارت جدلاً واسعاً: وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية، أسامة بسيوني، بعد ساعات قليلة من الزيارة.
الوفاة التي هزّت الشارع التعليمي
أفادت مصادر طبية أن بسيوني شعر بإعياء شديد وتم نقله على الفور إلى مستشفى الباجور التخصصي، حيث توفي هناك نتيجة توقف مفاجئ في عضلة القلب.
وأكدت مديرية أمن المنوفية الواقعة، بعد تلقيها بلاغًا من المستشفى بوصول بسيوني في حالة حرجة ووفاته بعد دقائق.
لكن الوفاة، رغم طبيعتها الطبية الظاهرة، لم تمر بهدوء، بل سرعان ما تحولت إلى قضية رأي عام، مع انتشار روايات متضاربة حول ظروف اللحظات الأخيرة في حياة الراحل، وتحديدًا ما دار خلال زيارة الوزير.
اتهامات على منصات التواصل: "الوزير وبّخه وأهانه"
مع انتشار الخبر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تتراوح بين الحزن والاتهام. عدد من المعلمين والمهتمين بالشأن التعليمي تحدثوا عن أن الوزير وجّه توبيخًا قاسيًا إلى بسيوني أمام الحضور، بسبب بعض أوجه القصور التي لاحظها خلال جولته في المدارس التابعة للإدارة.
وذهب بعضهم إلى القول إن المدير تعرض للإهانة العلنية، ما تسبب له في انهيار نفسي وأزمة قلبية لاحقًا.
هذه الرواية لقيت رواجًا واسعًا بين أولياء الأمور، الذين عبّر كثير منهم عن غضبهم، مطالبين بفتح تحقيق شفاف في ملابسات الوفاة، وتداعيات زيارة الوزير، وتأثير الضغط النفسي على الكوادر التعليمية.
وداع مؤثر.. ورسائل دعم
شهدت جنازة الراحل حضورًا لافتًا من زملائه وأولياء الأمور، وسط حالة من الحزن البالغ، وتحوّلت صفحات التعليم على مواقع التواصل إلى ساحة نعي وكتابات مؤثرة في حق الراحل، الذي وصفه كثيرون بـ"المجتهد"، و"المتفاني في عمله"، و"الضحية الجديدة لضغوط المنظومة الفاسدة".