قالت تقارير إن حجم الصراع بين أمريكا والصين يتزايد في البحر الأحمر، ومنه قناة السويس التي طالب الرئيس الأميركي بتاريخ 26 أبريل 2025، بمرور السفن الأمريكية بقناتي “بنما” و”السويس” مجاناً.
وفي أبريل الماضي، جرى الإعلان عن صفقة شراء شركة “بلاك روك” الأمريكية 90 بالمئة من استثمارات “هاتشيسون الصينية” حول قناة بنما، في اتفاقية أكد الرئيس التنفيذي للشركة لاري فينك، في 11 مارس الماضي، أنها تشمل أيضا 6 موانئ قرب قناة السويس وبعض الموانئ المصرية الأخرى، التابعة للشركة الصينية.
وتشمل الصفقة الأمريكية، تشغيل وتطوير محطة حاويات ميناء العين السخنة على مرمى حجر من مدخل قناة السويس الجنوبي ولمدة 30 عاما، وامتياز تشغيل وصيانة محطتي الحاويات الرئيسة في مينائي الإسكندرية والدخيلة، وهما من أكبر الموانئ البحرية بمصر على البحر المتوسط، ومحطة الحاويات الدولية العملاقة بميناء الإسكندرية، ومحطة حاويات بي 100 في الميناء نفسه، وفقا لتأكيد الأكاديمي المصري، عبد التواب بركات، في مقال له، حول قناة السويس.
وبينما تبلغ الاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أكثر من 3 مليارات دولار، شهدت المنطقة توقيع عقد نقل حق انتفاع لمساحة 270 ألف م2، ضمن منطقة “تيدا” الصينية الصناعية إلى شركة “شين شينج” لإنشاء مصنع مسبوكات حديد الزهر لإنتاج مواسير ضغط عالي باستثمارات 146 مليون دولار.
زيارة شي جين بينج
ومن المرتقب أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ مصر، وكشف عن الزيارة بعد لقاء مدبولي وفد صيني رفيع المستوى ترأسه: لي شو لي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس دائرة الدعاية بالحزب.
ورحب رئيس الوزراء بالوفد الصيني بحرارة، معبراً عن تقديره للعلاقة الوثيقة والمتنامية بين مصر والصين، ومشيداً بالدعم الثابت الذي قدمته الصين لمصر خلال العقد الماضي في قضايا دولية بالغة الأهمية، ومؤكداً مجدداً التزام مصر بمبدأ “الصين الواحدة”. وأشار مدبولي إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطوراً كبيراً منذ الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة قبل نحو عشر سنوات.
تعاون عسكري
وأعلنت تقارير أن مصر تدرس– التي كانت سابقاً تُشغّل قاذفات صينية قديمة – خيار اقتناء مقاتلات J-10C من الجيل 4.5 كجزء من خطتها لتحديث سلاحها الجوي. وازدادت التكهنات بعد أن تم عرض مقاتلة J-10C “فيغوروس دراغون” الصينية خلال معرض مصر الدولي للطيران في سبتمبر 2024.
لتصبح في مصر قريباً مقاتلات الرافال الفرنسية، والإف-16 الأميركية، والميج-29 الروسية، وJ-10C الصينية من الجيل 4.5، في ظل تقارير تشير إلى نية القاهرة شراء هذه المقاتلات الصينية الحديثة..
وفي فبراير 2025، زعمت وسائل إعلام مصرية أن القاهرة وقّعت بالفعل صفقة مع بكين لشراء هذه المقاتلات، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية “و و تشيان” نفى تلك التقارير واعتبرها “أخباراً زائفة”.
وقالت تقارير إعلامية إن مصر تُجري محادثات مع كوريا الجنوبية بشأن المقاتلة الهجومية الخفيفة FA-50. وتُعد هذه الطائرة أول مقاتلة تُنتج محلياً في كوريا الجنوبية، وتتميز بخصائص شبحية، بينما تُقدّم بسعر أقل بكثير من مقاتلات الجيل الخامس، ما يجعلها خياراً جذّاباً لدول حريصة على التوازن بين الكفاءة والتكلفة، مثل مصر.
القاعدة الجوية الغربية
ومن ناحية أخرى، كشفت مصادر مفتوحة المصدر (لرصد وتتبع رحلات الطيران)، عن هبوط ٣ طائرات شحن من طراز Xian Y-20A تابعة لسلاح الجو الصيني في قاعدة القاهرة الجوية الغربية.
وقالت تقارير صهيونية إن مصر ادخلت "مدافع ليزر صينية متطورة إلى الخدمة التشغيلية داخل بعض القواعد العسكرية المصرية. وكشفت مواقع "إسرائيلية" مؤخراً عن صفقة عسكرية غير معلنة بين القاهرة وبكين، تتضمن أنظمة دفاع جوي صينية من بينها مدافع ليزر حديثة، وُصفت بأنها جزء من توجه مصري واضح نحو تنويع مصادر التسليح وتعزيز منظومة الدفاع الجوي الوطني.
موقع "الدفاع العربي" نشر مقالا حول رصد إقلاع طائرة شحن استراتيجية صينية من القاهرة يحتمل أنها كانت تحمل هذه الأنظمة، وتوجهت إلى الصين مروراً بباكستان، قبل أن تعود مجدداً إلى مصر في رحلة وصفت بالغامضة. هذه التحركات، التي التُقطت عبر الأقمار الصناعية، فسّرها مراقبون بأنها تعكس اهتماماً مصرياً متزايداً بتأمين الجبهة الاستراتيجية للدولة، والبحث عن حلول دفاعية مرنة وفعّالة في مواجهة التهديدات المتصاعدة.
وأكد مسؤولون صينيون أن الرادارات الجديدة، التي استثمرت بكين موارد كبيرة في تطويرها، قادرة على رصد وتتبع أكثر الأسلحة الأمريكية تطوراً، بما يشمل مقاتلات إف-35 الشبحية، والغواصات النووية، والطائرات المسيّرة. وتعتمد هذه الأنظمة على خوارزميات ذكية لمعالجة الإشارات، إلى جانب استخدامها لنطاقات ترددية منخفضة وهوائيات عالية القدرة، ما يمكّنها من اختراق تقنيات الإخفاء المتقدمة، وفقاً لصحيفة Global Times الصينية.
وفي تعليق له ضمن لقاء تلفزيوني، شدد الصحفي الصيني نادر رونج على أن الصين لا تستهدف أي دولة بعينها من خلال عرض هذه القدرات المتقدمة، بل تسعى فقط إلى إبراز تفوقها التكنولوجي في هذا المجال، مضيفا أن دولاً عديدة أبدت اهتماماً بهذه المنظومات، ومنها مصر، التي وقعت صفقات لاقتناء ثلاث وحدات منها خلال المعرض، في حين عبّرت دول نامية أخرى عن رغبتها في الاستفادة من هذه التكنولوجيا التي تُعدّ أقل كلفة مقارنة بنظيراتها الغربية.
صفقة الغواصات
ودخلت مصر والصين في مفاوضات مكثفة لشراء غواصات صينية من طراز يوان في نهاية عام 2024، ووفقاً لوسائل إعلام أجنبية، تتجاوز المحادثات شراء الغواصات نفسها، لتشمل اتفاقيات لنقل التكنولوجيا والتعاون المحلي، بحسب رصد الباحث بالشأن العسكري في "المعهد المصري".
والغواصة الصينية المتطورة تعمل بالديزل والكهرباء. وفقاً لشبكة تشاينا تايمز الإخبارية التايوانية، وحظيت الغواصة من طراز يوان باهتمام واسع بفضل نظام الدفع اللا هوائي وأدائها المتميز في التخفي.
ويبلغ طول الغواصة حوالي 77.6 متراً وعرضها 8.4 متراً، مع إزاحة تحت الماء تبلغ حوالي 3600 طن. تصميمها المزدوج الهيكل على شكل دمعة مستوحى من غواصات لادا الروسية، لكنه يتضمن ابتكارات صينية محلية لتعزيز الديناميكية المائية والتخفي. الهيكل مغطى بألواح تمتص الموجات الصوتية، مما يقلل بشكل كبير من فرص اكتشافها. تبلغ سرعتها القصوى 20 عقدة، ويبلغ مداها حوالي 12.000 كيلومتر.