أعلن وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب "محمد عبد اللطيف" في 14 مايو 2025 عن إعادة تقديم اختبار SAT رسميًا في مصر، بدءًا من يونيو 2025، بعد توقف دام أكثر من أربع سنوات.

جاء هذا الإعلان خلال توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة كولدج بورد الأمريكية، التي تعد من أبرز المؤسسات العالمية في مجال التقييم والاختبارات الدولية.

وقد وصف الوزير هذا التعاون بأنه نقلة نوعية تهدف إلى تأهيل الطلاب المصريين للمنافسة إقليميًا ودوليًا، وتوفير فرص تعليمية عادلة ومتنوعة تلبي احتياجات جميع الطلاب.

لكن هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعًا بين المعلمين والنقابيين وأطياف سياسية عدة، الذين يرون في إعادة اختبار SAT تحديًا جديدًا لنظام التعليم المصري.

اختبار SAT هو اختبار قياسي معترف به عالميًا يُستخدم كمعيار للقبول في الجامعات، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُعقد أيضًا في العديد من الدول حول العالم، بما في ذلك مصر.

يهدف هذا الاختبار إلى قياس مدى جاهزية طلاب المرحلة الثانوية للالتحاق بالتعليم الجامعي من خلال تقييم مهاراتهم الأساسية في القراءة، والكتابة واللغة، والرياضيات.

مكونات اختبار SAT
يتكون اختبار SAT من قسمين رئيسيين:

  • قسم اللغة الإنجليزية: يشمل القراءة والكتابة واللغة، ويهدف إلى قياس قدرة الطالب على فهم النصوص، وتحليلها، واستخدام اللغة بشكل صحيح.
    يتضمن هذا القسم أسئلة متعددة الخيارات حول نصوص من مجالات متنوعة مثل العلوم، والتاريخ، والدراسات الاجتماعية، والأدب.
     
  • قسم الرياضيات: يتضمن أسئلة تقيس مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات باستخدام الرياضيات، ويُقسم إلى جزأين، أحدهما يسمح باستخدام الآلة الحاسبة والآخر لا يسمح بذلك، ويغطي هذا القسم موضوعات مثل الجبر، والهندسة، والإحصاء، والاحتمالات.

بالإضافة إلى ذلك، هناك قسم كتابة المقال (Essay) اختياري في بعض الجامعات، ويُضاف إلى مدة الاختبار حوالي 50 دقيقة، ويُقيّم مهارات التعبير والكتابة التحليلية، لكنه ليس مطلوبًا في جميع المؤسسات.

مدة الاختبار ونظام التقييم
  
مدة الاختبار حوالي ثلاث ساعات للقسمين الأساسيين، مع إضافة 50 دقيقة في حال تقديم قسم المقال الاختياري. يتم تقييم كل قسم من أقسام الاختبار بدرجات تتراوح بين 200 إلى 800 نقطة، ويُجمع مجموع الدرجات ليصل إلى 1600 نقطة كحد أقصى.

الجهة المشرفة والتسجيل
يشرف على اختبار SAT مؤسسة College Board الأمريكية، ويُعقد الاختبار في مواعيد محددة خلال العام، ويتطلب التسجيل المبكر بسبب محدودية أماكن الاختبار في المراكز المعتمدة.

أهمية الاختبار
يُعتبر اختبار SAT من أهم المعايير التي تعتمد عليها الجامعات في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى لتقييم المتقدمين، حيث يوفر معيارًا موحدًا لمقارنة الطلاب بناءً على مهاراتهم الأكاديمية الأساسية.
كما يُستخدم الاختبار كدليل على كفاءة الطالب في اللغة الإنجليزية والرياضيات، مما يساعد في تحديد مدى جاهزيته للدراسة الجامعية.

التكلفة وإمكانية الإعفاء
  
تكلفة اختبار SAT تختلف حسب البلد، ففي الولايات المتحدة تبلغ حوالي 45 دولارًا، أما خارجها فقد تصل إلى 71 دولارًا، مع وجود رسوم إضافية للتسجيل المتأخر أو خدمات أخرى، وتوفر مؤسسة College Board إعفاءات من الرسوم للطلاب ذوي الدخل المحدود لضمان فرص متكافئة.

باختصار، اختبار SAT هو أداة تقييم موحدة تهدف إلى قياس مهارات الطلاب الأساسية في القراءة والكتابة والرياضيات، ويُستخدم كمعيار قبول في الجامعات الأمريكية والعالمية، ويُعد من أهم الخطوات التي تساعد الطلاب على دخول التعليم العالي في بيئة دولية تنافسية.

اعتراضات المعلمين والنقابيين
أبدى عدد من المعلمين والنقابيين تحفظاتهم على إعادة اختبار SAT، معتبرين أنه يشكل عبئًا إضافيًا على الطلاب وأسرهم، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
فقد أشاروا إلى أن اختبار SAT يتطلب استعدادًا مكثفًا في اللغة الإنجليزية والرياضيات، مما قد يزيد من الضغط النفسي على الطلاب الذين يعانون أصلاً من كثافة المناهج المحلية.

كما حذروا من أن التكلفة المالية المرتبطة بالتحضير والاختبار نفسه قد تزيد من الفجوة التعليمية بين طبقات المجتمع، حيث لا يستطيع جميع الطلاب تحمل تكاليف الدورات التحضيرية أو السفر إلى مراكز الاختبار المعتمدة.

النقابيون طالبوا الوزارة بإعادة النظر في هذه الخطوة والتركيز على تطوير النظام التعليمي المحلي بدلاً من استيراد اختبارات دولية قد لا تلائم واقع الطلاب المصريين.

تصريحات سياسية وانتقادات حول جدوى الاختبار
  
على الصعيد السياسي، أعرب بعض النواب والمعارضين عن شكوكهم حول جدوى إعادة اختبار SAT، مؤكدين أن التركيز يجب أن يكون على تحسين جودة التعليم الحكومي وتوفير فرص متكافئة لجميع الطلاب داخل مصر، ووصفوا القرار بأنه "توجه نحو تعليم نخبوية" قد يعزز التمييز بين الطلاب ويضع عبئًا غير مبرر على الأسرة المصرية.

انعكاسات القرار على الأسرة والطالب
  
تأثير إعادة اختبار SAT لا يقتصر على الطالب فقط، بل يمتد إلى الأسرة التي تتحمل أعباء التحضير والتكاليف المالية المرتفعة. كثير من الأسر عبرت عن قلقها من أن هذا الاختبار سيزيد من التوتر والضغط على أبنائهم، خاصة مع وجود امتحانات محلية أخرى مثل الثانوية العامة.

كما أن عدم وضوح معايير القبول الجامعي داخل مصر بالنسبة لدرجات SAT يخلق حالة من الارتباك، إذ أن بعض الجامعات قد لا تعترف بهذا الاختبار أو تضع شروط قبول معقدة.

رغم الانتقادات، يرى مؤيدو إعادة اختبار SAT أنه يمثل فرصة مهمة للطلاب المصريين للوصول إلى جامعات مرموقة داخل وخارج مصر، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعد SAT معيارًا رئيسيًا للقبول الجامع.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تواجه تحديات كبيرة من حيث التكلفة، والضغط النفسي على الطلاب، وعدم وضوح الفائدة العملية على المستوى المحلي، فضلاً عن الانتقادات السياسية والنقابية التي تدعو إلى التركيز على تطوير التعليم وتخفيف الأعباء على الأسرة والطالب.