فيديو || آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإيقاف حرب غزة وإعادة المحتجزين
الأحد 1 يونيو 2025 06:00 م
تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، اليوم السبت، ضد الحكومة الإسرائيلية، مطالبين بوقف الحرب وإعادة المحتجزين لدى حركة "حماس".
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الثامن عشر على التوالي، ملقيًا بظلال قاتمة على الساحة الدولية، وسط مجازر وجرائم تُرتكب يوميًا بحق الإنسانية، مما يضع حكومة بنيامين نتنياهو في مواجهة عاصفة غير مسبوقة، فقد تصاعدت الخلافات والانقسامات في الداخل الإسرائيلي، في ظل تفاقم الغضب الشعبي في الداخل والخارج الذي ترجمته مظاهرات واحتجاجات حاشدة في تل أبيب وأوروبا خاصة في مدريد، تطالب بوقف الحرب الدموية والتوصل الفوري إلى صفقة تبادل المحتجزين.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن رئيس حركة الكيبوتسات( المستوطنات) ليور سيمحا قوله : " نتظاهر من أجل عودة الرهائن، نحث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بذل كل ما في وسعه لإعادة الثمانية والخمسين شخصا."
**ووصلت قافلة جرارات انطلقت من المستوطنات الإسرائيلية إلى ساحة في تل أبيب السبت للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة قبل حلول عيد يهودي يبدأ الأحد.**
وهاجمت أسر المحتجزين نتنياهو، قائلين إنه "فضل المال والمصالح الشخصية على إنقاذ الأرواح واستعادة جثامين الأموات"، مضيفين أنه "أمر بتوسيع نطاق الحرب، مدعياً أن الضغط العسكري سيعيدهم، بينما الحقائق تثبت أنه يقتلهم".
وحمل المشاركون لافتات كتب عليها "الشعب يقف مع الرهائن"، وتجمعوا في "ميدان الرهائن" الذي يشهد غالبا فعاليات تضامنية مع الرهائن.
وقال الرهينة السابق يائير هورن، الذي أفرج عنه في فبراير: "لقد مضى أكثر من 100 يوم منذ انفصالي عن أخي. طالما أن إيتان وبقية الرهائن لم يعودوا، أشعر أنني ما زلت أسيرا".
ووجه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال فيها: "أنهِ هذه الحرب وأعِد الرهائن الـ58".
[https://x.com/i/status/1929061663983943983](https://www.blogger.com/blog/post/edit/4476304132469988251/159888078207474506?hl=ar#)
الضغوط تتزايد على الحكومة الإسرائيلية
وتزايدت مؤخرًا الدعوات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية، حيث تضغط فرنسا من أجل إعلان الاعتراف الرسمي خلال الفترة المقبلة، وسط توقعات بضغط أوروبي متصاعد لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تعليق المفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة مع حكومة نتنياهو، فيما صرّحت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بضرورة إعادة النظر في اتفاقية التجارة الشاملة بين الجانبين. وعلى الرغم من أن التحركات الأوروبية لا تترجم بعد إلى خطوات تنفيذية مباشرة، فإنها تعكس تحولًا ملموسًا في المزاج الدولي، خصوصًا أن 17 دولة من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي تؤيد إعادة تقييم العلاقات التجارية مع إسرائيل.
كل هذه التطورات تُفاقم الضغوط على حكومة الاحتلال، وتُعمّق الأزمة الاقتصادية التي باتت تواجه صدمات داخلية وخارجية متتالية. ويبدو أن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب لأسباب سياسية وشخصية، على رأسها الحفاظ على موقعه في الحكم وتجنب المحاكمة على خلفية إخفاقاته السياسية السابقة. كما يواصل تجاهل مطالب أهالي المحتجزين، الذين يتظاهرون بشكل شبه يومي احتجاجًا على سياسات حكومته التي يعتبرونها تتلاعب بمصير أبنائهم لأغراض سياسية.
ومع تصاعد الغضب الشعبي، بدأت أصوات من داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية تطالب بإنهاء الحرب والتوجه إلى حل دبلوماسي، معتبرة أن الحكومة "تضحّي بالمحتجزين من أجل أجندات شخصية"، وقد شهدت المدن الإسرائيلية مظاهرات حاشدة يقودها أهالي المحتجزين، تعكس التصدع الخطير في تماسك الجبهة الداخلية، وتضع نتنياهو أمام اختبار صعب أمام الرأي العام الإسرائيلي.
حرب غير أخلاقية
وكان 1200 ضابط إسرائيلي قد طالبوا بوقف "الحرب السياسية" بغزة، أكدوا في رسالة بعثوا بها إلى رئيس الأركان أنها "حرب تحضر لاحتلال غزة".
قال 1200 ضابط احتياط إسرائيلي، إن الحرب على قطاع غزة "غير أخلاقية ولم تعد تخدم أمن إسرائيل، بل تُدار لتحقيق أهداف سياسية ضيقة"، مطالبين بوقفها فورًا.
وقال الضباط في رسالة أرسلوها لرئيس الأركان إيال زامير، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية: "نحن، ضباط وقادة سابقون وفي الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، نطالب الحكومة ورئيس الأركان إيال زامير بإنهاء الحرب السياسية في غزة فورًا، والعمل على إعادة جميع المختطفين (الأسرى) دون تأخير".
وأكد الضباط أن "الحرب في هذه المرحلة لم تعد تخدم أمن إسرائيل، وبالتالي لم تعد حربًا أخلاقية" على حد قولهم.
وأشاروا إلى أن "استمرار الحرب يتعارض مع إرادة الغالبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي، والتي ستؤدي إلى مقتل مختطفين (أسرى) وجنود في الجيش الإسرائيلي، ومدنيين أبرياء، وقد يقود أيضا إلى ارتكاب جرائم حرب".
وأضافوا: "هذه حرب تحضر لاحتلال غزة، وتهدف إلى تنفيذ الرؤية المسيحانية لأقلية ضئيلة داخل المجتمع الإسرائيلي".
والرؤية المسيحانية هي توجه ديني-قومي يرى أن قيام دولة إسرائيل، والسيطرة على "أرض
إسرائيل الكبرى" بما فيها الضفة الغربية، تشكل بداية تحقيق النبوءات التوراتية عن "الخلاص".
وأعربوا عن ثقتهم بأن "رئيس الأركان سيرفض كل أمر يرفرف فوقه علم أسود (يعني يخالف القانون الدولي أو الأخلاق العسكرية)، وقد يؤدي إلى قيام الجنود بتنفيذ أوامر ستلاحقهم تبِعاتها حتى نهاية حياتهم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وفي 16 مايو الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة "عربات جدعون"، والتي تشمل عمليات برية موسعة شمال وجنوب القطاع.
وخلال الشهور الأخيرة الماضية، تزايدت حدة رفض استمرار الحرب داخل الجيش الإسرائيلي، وسط تأكيدات بأنها تنطلق من اعتبارات سياسية.
وفي 22 أب**ريل الماضي، ارتفع عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض تطالب بإعادة الأسرى المحتجزين بقطاع غزة مقابل وقف الحرب، إلى نحو 143 ألفا مع ارتفاع عدد العرائض بهذا الخصوص إلى 58، وفق موقع "عودة إسرائيل" وهو موقع خاص ينشر عرائض التوقيع.
وذكر أن من بين الموقعين على العرائض رئيس الوزراء الأسبق رئيس أركان الجيش الأسبق أيهود باراك ورئيس أركان الجيش الأسبق دان حالوتس.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرًا إسرائيليًا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالاً طبيًا، أودى بحياة عشرات منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.