اعترف جيش الاحتلال، صباح الثلاثاء 3 يونيو 2025، بمقتل ثلاثة من جنوده وإصابة اثنين آخرين في كمين مركّب نفذته كتائب "القسام" في محيط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وذلك في وقت تتصاعد فيه الشكاوى داخل الجيش من الإرهاق والاستنزاف المستمرين، بعد نحو ثمانية أشهر من الحرب على القطاع.
وقال بيان رسمي صادر عن جيش الاحتلال إن الجنود القتلى ينتمون إلى لواء "جفعاتي"، وهم: ليور شتاينبرغ (20 عامًا)، وأوفيك برهانا (20 عامًا)، وعومر فان غيلدر (22 عامًا). وأشار البيان إلى أن الجنود لقوا حتفهم خلال تنفيذ مهمة في محيط جباليا، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "قلوبنا تتألم في هذه اللحظة الصعبة، ونعزي عائلات الجنود القتلى"، فيما كتب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير على منصة "إكس": "بدأ صباح الثلاثاء بألم عميق، بعد مقتل الجنود الثلاثة".
https://x.com/itamarbengvir/status/1929772649699270786
كمين "القسام" والاشتباكات من "المسافة صفر"
وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت مساء الاثنين تنفيذ كمين محكم شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى أن مقاتليها اشتبكوا مع جنود الاحتلال "من المسافة صفر"، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المهاجمة.
ونشرت الكتائب بيانًا مقتضبًا عبر قناتها على "تيليجرام"، أكدت فيه استمرار الاشتباكات "الضارية" مع قوات الاحتلال في تلك المنطقة، ووصفت العملية بأنها "كمين مركب وصعب"، دون أن تكشف عن عدد الإصابات في صفوف الجنود.
أزمة داخلية تتفاقم: انتقادات من الضباط وشحّ في الجنود
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن الجيش الإسرائيلي يواجه موجة من الانتقادات من قبل ضباط في الخدمة بسبب أسلوب إدارة عمليات الاستدعاء لقوات الاحتياط.
وأفادت الصحيفة بأن قادة ميدانيين أعربوا عن استيائهم من إعادة استدعاء جنود الاحتياط بشكل مفاجئ للعودة إلى المعارك في غزة، مشيرين إلى أن الجيش يعاني من نقص حاد في عدد الجنود.
وقال أحد الضباط للصحيفة: "لدينا نقص بأكثر من 10 آلاف جندي، إما بسبب القتل أو الإصابة أو بسبب نوبات الهلع والصدمات النفسية"، في إشارة إلى حجم الخسائر البشرية والمعنوية التي لحقت بالقوات منذ بداية الحرب.