قالت السلطات الصحية في غزة إن نيران إسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين على الأقل وأصابت العشرات بالقرب من موقع توزيع مساعدات تشغّله مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكيًا والمعترف بها من إسرائيل. يأتي ذلك بينما أكدت وكالة الدفاع المدني في غزة أن غارة إسرائيلية على منزل في بلدة جباليا شمال القطاع قتلت 14 شخصًا، بينهم ستة أطفال وثلاث نساء، إضافة إلى أكثر من 20 مفقودًا تحت الأنقاض.
الجيش الإسرائيلي أشار إلى أنه على علم بالتقارير عن وقوع إصابات قرب موقع توزيع المساعدات ويجري تحقيقًا شاملًا في الحادث. من جهتها، نفت مؤسسة غزة الإنسانية وقوع قتلى أو جرحى في موقعها أو محيطه، فيما لم يتمكن مراسلو وكالة رويترز من التحقق المستقل من تفاصيل ما جرى.
هذا الحادث يضاف إلى سلسلة من الهجمات التي تؤكد هشاشة الوضع الأمني في القطاع، ما يزيد من تعقيد إيصال المساعدات الإنسانية، رغم تخفيف الحصار الإسرائيلي جزئيًا قبل أسابيع. يوم الأحد، قتل 31 شخصًا على الأقل وأصيب العشرات في الموقع ذاته، بحسب مسؤولين فلسطينيين ودوليين.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عبّر عن صدمته من التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية، وطالب بإجراء تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين. وقال: "من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء".
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف الوضع في غزة بـ"غير المحتمل" وقال إنه يزداد سوءًا كل يوم، مؤكدًا ضرورة تسريع وتكثيف إيصال المساعدات. وأضاف أن المملكة المتحدة تعمل مع الحلفاء لضمان دخول المساعدات بسرعة وكميات مناسبة، في ظل الدمار الحالي.
وزارة الصحة في غزة أعلنت أن الغارات الإسرائيلية قتلت 51 شخصًا وأصابت 500 آخرين خلال 24 ساعة ماضية.
خطر المجاعة
ذكرت مؤسسة غزة الإنسانية أنها وزعت ما يقرب من ستة ملايين وجبة منذ بدء عملياتها، لكنها تواجه انتقادات حادة من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية بسبب تجاهلها للمبادئ الإنسانية المعتمدة واعتمادها على آلية توزيع تتجاوز القنوات التقليدية.
من جهتها، طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بمقاطعة ما وصفته بـ"آلية المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، احتجاجًا على مجازر الأحد.
في مستشفى ناصر بخان يونس، ودّع أقارب حسام وفي، البالغ من العمر 37 عامًا والأب لستة أطفال، جثمانه بعد مقتله قرب موقع المساعدات. قال شقيقه علي إن الضحايا لم يدفعهم سوى الجوع. وتساءل: "ماذا تقول لنا أمريكا وإسرائيل؟ اذهبوا وخذوا طعامكم وماءكم. وعندما نذهب، يُطلق علينا النار. هل هذا عدل؟". وأضاف أن الضحايا كانوا يسعون فقط للحصول على علبة حمص أو فول لأطفالهم.
على الصعيد السياسي، تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن تعثر الوساطة العربية والأمريكية للتوصل إلى هدنة مؤقتة تشمل تبادل الأسرى. وأوضح مسؤول فلسطيني مطّلع على الجهود التفاوضية أوضح أن قادة حماس يتواصلون باستمرار مع الوسطاء في مصر وقطر.
إسرائيل تؤكد استعدادها لقبول هدنة مؤقتة مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، لكنها تكرر أن الحرب لن تتوقف قبل القضاء على وجود حماس في القطاع.
https://www.dawn.com/news/amp/1915086