عمليات مشتركة تقلب موازين الميدان: القسام وسرايا القدس تدمران ناقلتي جند وتسيطران على مسيّرة شرق خانيونس
الخميس 19 يونيو 2025 08:40 م
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، عن تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية المشتركة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أبرزها تدمير ناقلتي جند شرق خانيونس، وإسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية في شرق غزة.
ووفق بيانات عسكرية صدرت تباعاً عن الفصيلين، فإن العمليات تأتي في إطار التصدي المستمر لما وصفوه بـ"حرب الإبادة الجماعية" التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن سقوط نحو 185 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن عشرات آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
تدمير ناقلتي جند شرق خانيونس
قالت كتائب القسام في بيان عبر "تيليجرام"، إنها بالتعاون مع سرايا القدس، تمكنت أمس الثلاثاء من تدمير ناقلتي جند للاحتلال الإسرائيلي باستخدام عبوتين من نوع "شواظ" في منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وأضاف البيان أن "النيران اشتعلت في الآليتين فور الاستهداف، وهبطت طائرات مروحية إسرائيلية لإجلاء القتلى والمصابين"، في مشهد تكرر في أكثر من نقطة اشتباك خلال الأيام الماضية.
وفي بيان منفصل، ذكرت الكتائب أن وحدة أخرى فجّرت عبوة مضادة للأفراد بقوة إسرائيلية راجلة كانت تتحصن داخل أحد المنازل شرق عبسان، مؤكدة وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوة.
إسقاط طائرة مسيرة والسيطرة عليها
من جانبها، أعلنت سرايا القدس أنها نجحت في إسقاط طائرة مُسيّرة إسرائيلية كانت تقوم بمهام استخبارية في محيط مسجد الإمام علي بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتمكنت من الاستيلاء عليها.
وأضافت أن المسيرة كانت تُستخدم لجمع معلومات دقيقة حول تحركات المقاومين، ضمن تصعيد واضح في نشاط التجسس الجوي الإسرائيلي فوق أحياء غزة المدمرة.
وسبق للسرايا أن أعلنت، في الأشهر الأخيرة، السيطرة على مسيّرات إسرائيلية مماثلة، من بينها طائرة من طراز "Matrice 350 RTK" في خان يونس، وأخرى على محور نتساريم، ما يشير إلى تطور قدرات المقاومة في الحرب الإلكترونية والمضادة للطائرات.
قنص واستهدافات مباشرة في الشجاعية وجباليا
وفي استمرار للعمليات، أكدت القسام أنها استهدفت ناقلة جند ودبابة "ميركافاه" شرق بلدة جباليا شمال القطاع، يوم 10 يونيو، باستخدام عبوات أرضية شديدة الانفجار، ثم كررت العملية في اليوم التالي بمهاجمة دبابة أخرى بنفس المنطقة.
كما أفادت القسام أن أحد قناصيها تمكن من قنص جندي إسرائيلي في منطقة عبسان، ضمن الاشتباكات الدائرة هناك.
إلى ذلك، قصفت سرايا القدس بقذائف الهاون تجمعًا لقوات الاحتلال على تلة المنطار شرق حي الشجاعية، مؤكدة تحقيق "إصابات مباشرة".
قصف مواقع عسكرية ومباغتات
ووفق بيان نشرته حركة "حماس" عبر قناتها على "تيليجرام"، فإن مجاهدي القسام دكوا تجمعاً لجيش الاحتلال في منطقة السطر الغربي بعدد من قذائف الهاون، كما استهدفوا موقع "مارس" العسكري شرق خانيونس برشقة صاروخية.
وأكدت الحركة أن وحدات المقاومة عادت إلى قواعدها بسلام بعد تنفيذ المهام، مشيرة إلى استمرار المعارك في عدة محاور، أبرزها شمال القطاع وشرقه، وخانيونس، ومنطقة محور نتساريم وسط غزة.
خسائر إسرائيلية متواصلة رغم الرقابة العسكرية
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عن مقتل جندي وإصابة 10 آخرين بينهم ضابط، بكمين في جنوب القطاع، دون توضيح تفاصيل الموقع أو ظروف الهجوم، في إطار سياسة التعتيم الإعلامي التي تنتهجها المؤسسة العسكرية منذ بدء العدوان.
وتُظهر تقارير متقاطعة من مصادر فلسطينية ومراقبين ميدانيين أن الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر شبه يومية في الأرواح والعتاد، رغم التفوق الجوي والمدفعي والتكنولوجي.
في سياق حرب الإبادة الجماعية
تأتي هذه العمليات النوعية في وقت تتصاعد فيه الجرائم الإسرائيلية في القطاع المحاصر، حيث تواصل قوات الاحتلال تدمير البنية التحتية، وارتكاب المجازر، وتجويع السكان، في تجاهل متعمد لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد الشهداء والجرحى تجاوز 185 ألفًا، بينهم أكثر من 14 ألف طفل، بينما لا يزال أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، في ظل مجاعة غير مسبوقة حصدت أرواح مئات، معظمهم من الأطفال.