أقدمت موظفة أخرى في شركة مايكروسوفت الأميركية للتكنولوجيا على تقديم استقالتها بسبب تورط الشركة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فيما شهدت جامعة سياتل في الولايات المتحدة، الخميس، اضطرابات واسعة خلال فعاليات مؤتمر "الأخلاقيات والتقنية 2025: حوكمة الذكاء الاصطناعي"، المدعوم من شركة مايكروسوفت، حيث نجح محتجون من في تعطيل الحدث كاملا وطرد ممثلي مايكروسوفت ومنعهم من إلقاء كلماتهم، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على ما وصفوه بـ"تورط الشركة في جرائم الحرب المرتكبة في غزة".
استقالة أخرى
وفي رسالة إلكترونية على مستوى الشركة في 16 يونيو ، استقالت مريم، وهي مهندسة برمجيات مقيمة في القاهرة، من "مايكروسوفت"، متهمةً عملاق التكنولوجيا بالتواطؤ في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
https://x.com/NoAz4Apartheid/status/1935051703344074931/photo/1
وذكرت مريم أنه على الرغم من أن معظم الموظفين قد لا يعرفونها شخصياً، إلا أنها شعرت بأهمية نشر قرارها علناً، تضامناً مع موظفين سابقين آخرين استقالوا لأساب مماثلة.
وكتبت أن "مايكروسوفت كانت شركة أحلام للكثيرين، بمن فيهم أنا. عندما انضممت إليها لأول مرة، كنت متحمسة لفرصة العمل في شركة تحتضن عقولاً لامعة عدة وتروّج لمعايير أخلاقية راسخة وثقافة العطاء".
مع ذلك، تقول مريم إن نظرتها للشركة تغيرت في الأشهر الأخيرة بعد أن علمت بتورطها مع جيش الاحتلال من خلال خدمات الحوسبة السحابية "أزور" والذكاء الاصطناعي.
وذكّرت مريم بأرقام من تقرير للأمم المتحدة صدر في مايو 2025 حول الأزمة الإنسانية في غزة، واستشهاد أكثر من 54 ألف فلسطيني، بينهم 15 ألف طفل، منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت إن إسرائيل فرضت حصاراً على غزة، مما أدى إلى تقييد المساعدات الإنسانية بشدة، في انتهاكٍ للقانون الدولي.
محتجون يطردون "مايكروسوفت" من مؤتمرها بسبب غزة
ونجح محتجون من حركة لا أزور للفصل العنصري (No Azure for Apartheid) في تعطيل الحدث كاملا ومنع ممثلي مايكروسوفت من إلقاء كلماتهم، حيث بدأت الاحتجاجات عندما قاطع أحد المتظاهرين كلمة مايك جاكسون، القيادي في مكتب الذكاء الاصطناعي المسؤول داخل مايكروسوفت، واتهم الشركة بـ"النفاق" لتنظيم مؤتمر في الأخلاقيات، في الوقت الذي "تدعم فيه جرائم الإبادة الجماعية في غزة من خلال تزويد الجيش الإسرائيلي بالخدمات السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي".
https://aja.ws/a42972
وخلال مداخلة مايك جاكسون، رئيس الحوكمة في مكتب الذكاء الاصطناعي المسؤول بالشركة، قاطع أحد المحتجين الجلسة متسائلًا: "كيف تتحدث عن الأخلاق بينما تبيع مايكروسوفت الذكاء الاصطناعي لإسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية في غزة؟".
سرعان ما غادر جاكسون المنصة، وصعد محتجون آخرون كاشفين لافتات كُتب عليها: "إسرائيل خارج أزور"، و"ذكاء اصطناعي غير مسؤول لإبادة جماعية".
وعقب ذلك، انسحب ممثلو الشركة الثلاثة بمن فيهم تيريزا هاتسون، نائبة الرئيس التنفيذي، وإميلي ماكرينولدز من شركة أدوبي، بينما واصل المحتجون مظاهراتهم خارج القاعة، ملوّحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تدعو إلى محاسبة مايكروسوفت على تورطها في دعم آلة الحرب الإسرائيلية.
اتهم المنظمون المحتجين بتعطيل الحدث، واستدعوا الشرطة وهددوا بالاعتقال، كما قامت الجامعة بحذف الأسئلة المتعلقة بفلسطين وغزة من نظام الأسئلة الافتراضي بحسب بيان الحركة.
وحين حاول أحد الحاضرين طرح سؤال عن دور مايكروسوفت في دعم إسرائيل، أُسكت، لتقف محتجة أخرى وتصرخ: "لا جامعات متبقية في غزة… ماذا لو كان ابنك تحت الأنقاض؟".
عقب ذلك، سيطر المتظاهرون على المنصة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "ذكاء اصطناعي غير مسؤول من أجل الإبادة" و"إسرائيل خارج أزور"، بينما اضطر المنظمون إلى إخلاء القاعة وإلغاء الكلمة الرئيسية التي كان من المقرر أن تلقيها مايكروسوفت.
واستمر النشطاء في الاحتجاج خارج المبنى، حيث ألقوا كلمات نددوا فيها بالدور "التقني العميق" الذي تلعبه مايكروسوفت في "دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي"، على حد وصفهم.
وأثناء ذلك، أطلق المحتجون جهازًا يصدر أصواتًا مثبتًا في بالونات هيليوم داخل القاعة، ما تسبب في تشويش إضافي على فعاليات المؤتمر.
وفصلت "مايكروسوفت" موظفين عدة لاحتجاجهم على تواطؤ الشركة في الإبادة الجماعية.
وفي 6 إبريل ، عطلت موظفتان في مايكروسوفت، هما ابتهال أبو سعد وفانيا أغراوال، فعاليةً للذكاء الاصطناعي، ووصفتا رئيس قسمه في الشركة، مصطفى سليمان، بأنه مُستغلّ للحرب، وقد طُرِدتا من العمل بعد ذلك.