تطور أمني خطير شهده الكيان الصهيوني اليوم، بعدما استهدفت طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون في اليمن مطار رامون الدولي جنوبي البلاد، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة وإغلاق المجال الجوي للمطار مؤقتًا.

الهجوم، الذي وقع في صالة القادمين، كشف هشاشة المنظومات الدفاعية لدى الاحتلال الصهيوني، وأثار موجة من الانتقادات الداخلية حول جاهزية الجيش في مواجهة التهديدات المتزايدة.
 

تفاصيل الهجوم
بحسب الرواية الصهيونية، فإن الطائرة المسيّرة تمكنت من اختراق أنظمة الرصد والإنذار دون إطلاق صافرات إنذار مسبقة، قبل أن تنفجر داخل المطار.

وأكدت سلطات الاحتلال أن الإصابات اقتصرت على رجل يبلغ من العمر 63 عامًا أصيب بشظايا، وامرأة (52 عامًا) أُصيبت جراء التدافع والسقوط خلال حالة الذعر.
وقد أظهرت لقطات مصوّرة تصاعد أعمدة دخان كثيف من موقع الانفجار، فيما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان لإخلاء المصابين والتعامل مع الحريق.
 

تبنّي الحوثيين وردّ الاحتلال
أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن العملية، ووصفتها بـ"النوعية"، مؤكدة أن جميع مطارات الاحتلال أصبحت أهدافًا عسكرية، وحذّرت الأجانب من البقاء داخل الكيان الصهيوني.
الجماعة شددت على أن "سماء الكيان الصهيوني لم تعد آمنة"، وأن الهجمات ستتواصل في إطار دعمها للمقاومة الفلسطينية في غزة.

في المقابل، حاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التقليل من وقع الهجوم، مؤكدًا أن العمليات العسكرية في غزة ستستمر "حتى اقتلاع آخر معاقل إيران في القطاع"، على حد وصفه.
لكنه واجه ضغوطًا داخلية متزايدة بعد فشل جيش الاحتلال في منع المسيّرة من بلوغ عمق الأجواء الجنوبية.

 

ثغرات أمنية وتداعيات خطيرة
الهجوم على مطار رامون لم يكن الأول؛ فقد سبق أن استُهدف مطار بن غوريون في مايو الماضي بصاروخ بعيد المدى أطلقه الحوثيون.
هذه الحوادث المتكررة أثارت جدلًا واسعًا داخل الكيان الصهيوني حول مدى فاعلية "القبة الحديدية" ومنظومات الدفاع الجوي الأخرى، التي تُسوّق عالميًا باعتبارها الأكثر تطورًا.

بعض المحللين العسكريين اعتبروا أن نجاح الحوثيين في ضرب أهداف استراتيجية داخل الأراضي المحتلة يمثل تحوّلًا في معادلة الردع، إذ يعكس تطورًا نوعيًا في قدراتهم على شنّ هجمات طويلة المدى.
 

أبعاد إقليمية واستراتيجية
الهجوم يندرج ضمن سياسة الحوثيين بتوسيع دائرة الصراع لتشمل الكيان الصهيوني، بعد أن كانت ضرباتهم تتركز على أهداف سعودية وإماراتية في السابق.
كما يأتي بالتوازي مع تصاعد هجماتهم البحرية في البحر الأحمر، ما يربك حركة الملاحة العالمية ويزيد الضغط على تل أبيب وحلفائها.

مراقبون يرون أن هذه الضربات تعزز صورة الحوثيين كجزء من محور إقليمي متماسك ضد الاحتلال الصهيوني، بينما تضع الكيان أمام تحديات أمنية غير مسبوقة تهدد صورته كقوة عسكرية متفوقة في المنطقة.

وأخيرًا، فإن حادثة استهداف مطار رامون تكشف عن تصعيد جديد في مسار الحرب الممتدة بين الاحتلال الصهيوني ومحور المقاومة.
فهي من جهة تثبت قدرة الحوثيين على الوصول إلى عمق الأراضي المحتلة وضرب منشآت مدنية حساسة، ومن جهة أخرى تعكس تآكل ثقة المجتمع الصهيوني في أنظمته الدفاعية.
وفي الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو لتأكيد استمرار عملياته العسكرية في غزة، يجد نفسه مضطرًا للتعامل مع تهديد متزايد من جبهة جديدة قد تعيد رسم خريطة الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط.