اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) يمثل "تواطؤاً سافراً وشراكة كاملة في جريمة الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من أحد عشر شهراً.

وقالت الحركة في بيان رسمي، أمس الخميس، إن الفيتو الأميركي "ضوء أخضر لاستمرار جرائم القتل والتجويع والهجوم الإجرامي المتوحش على مدينة غزة"، مؤكدة أن واشنطن تثبت يومياً أنها "طرف أصيل في العدوان وليست مجرد داعم سياسي أو عسكري لإسرائيل".

وثمّنت "حماس" موقف الدول العشر التي تقدمت بمشروع القرار داخل مجلس الأمن، ودعت تلك الدول وجميع المؤسسات الأممية والهيئات الحقوقية إلى "مواصلة الضغط على حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لوقف عدوانه الدموي، ومنع استمرار جريمة الإبادة الجماعية الموثقة أممياً، وضمان تقديم قادة الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب".

وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت، مساء الخميس، حق النقض لإسقاط مشروع قرار طرحته عشر دول أعضاء في مجلس الأمن، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين، ويعرب عن القلق من تفاقم الأزمة الإنسانية وتفشي المجاعة وتوسيع الهجمات الإسرائيلية على مدينة غزة.

ورغم أن 14 دولة من أصل 15 عضواً في المجلس—including الأعضاء غير الدائمين—صوتت لصالح القرار، فإن الفيتو الأميركي أسقطه، ما اعتبره مراقبون "انحيازاً صارخاً للاحتلال وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي".

وخلال جلسة التصويت، بررت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، مورغان أرتاغوس، موقف بلادها بالقول إن مشروع القرار "يساوي بين إسرائيل وحركة حماس ولا يعكس الواقع على الأرض"، وهو تبرير وصفته الأوساط الفلسطينية والعربية بـ"المكشوف والفاقد للشرعية".

بالتزامن مع ذلك، تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، حيث أسفرت حتى الآن، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، عن استشهاد وإصابة ما يقارب 231 ألف فلسطيني، في حصيلة مروّعة تؤكد حجم الكارثة الإنسانية.