أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تلعب دورًا كبيرًا فيها، ومع المميزات التي تحملها ولا يمكن إنكارها، لكنها أيضًا قد تتسبب في حدوث مشكلات نتيجة استخدامها لساعات طويلة يوميًا.
وحذر الدكتور بايبينج تشنج، طبيب الأعصاب عبر منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك" من أن الاستخدام المفرط للهاتف قد يؤدي إلى خمس مشاكل محددة، وفق ما أوردت صحيفة "إكسبريس" على النحو التالي:
زيادة الدوبامين
قال الدكتور بايبينج: "هذا ما يمكن أن يفعله تصفح الهاتف طوال اليوم بدماغك. أولًا، زيادة إفراز الدوبامين".
وأضاف: "كل تمريرة تقوم بها على إنستجرام أو تيك توك تُعطيك جرعة صغيرة من الدوبامين، وهي مادة المكافأة الكيميائية في الدماغ. ومع مرور الوقت، قد يبدأ دماغك بالرغبة في نوبات قصيرة من التجديد بدلاً من الجهد المُركّز الطويل، وإذا كررت ذلك كثيرًا، فسيكون الأمر أشبه بتدريب دماغك على الإشباع الفوري".
قصر فترة الانتباه
السبب الثاني هو قصر مدى الانتباه، لأن التجديد المستمر الناتج عن تصفح الإنترنت يُبقي قشرة الفص الجبهي، وهي الجزء من الدماغ الذي يتحكم بالتركيز، تتنقل بين أمور أخرى، فتشعر في النهاية أن الحياة الواقعية بطيئة جدًا. ولهذا السبب، فجأةً، تبدو قراءة كتاب أو حضور محاضرة أمرًا مستحيلًا.
انخفاض الإبداع
أوضح الطبيب قائلاً: "يعود ذلك إلى أن التمرير يُبقي انتباهك مُحفَّزًا خارجيًا، مما يُعطِّل شبكة الوضع الافتراضي لديك، وهو النظام الذي يُنشَّط عند التأمل أو التفكير المُعمَّق. وبدون راحة ذهنية، لن تتمتع بقدر كبير من الإبداع".
إزالة الحساسية العاطفية
قد لا تدرك أن استخدام هاتفك قد يؤثر على قدرتك على التعاطف مع الآخرين.
يقول الدكتور بينج: "إن كثرة المحتوى العاطفي السريع، كرؤية شيء صادم، ثم شيء مضحك، ثم شيء حزين أو سعيد في آن واحد، قد يُضعف استجاباتك الحسية والعصبية، مما يجعلك أقل حساسية للمشاعر الحقيقية، أو حتى تشعر بإرهاق التعاطف".
زيادة القلق
أضاف الطبيب: "دماغك غير مُصمّم للتجدد المستمر، ولهذا السبب يُمكن للتبديل المستمر أن يُستنزف ذاكرتك العاملة ويُغرق دوائر التوتر لديك، ولهذا السبب تشعر بالتوتر والإرهاق الذهني بعد ساعات من التصفح. ربما يكون هذا الفيديو دافعًا لك للتوقف عن التصفح وإعطاء دماغك بعض الوقت للراحة".