تراجعت أسرة الصحفي الفلسطيني الشهيد صالح الجعفراوي عن إقامة عزاء له في إحدى القاعات التابعة للقوات المسلحة بمنطقة مدينة نصر، شرقي القاهرة، حيث كان مقررًا أن تستقبل أسرته المعزّين من الرجال والنساء اليوم الأربعاء.
وكتب شقيقه علي الجعفراوي عبر حسابه الرسمي على تطبيق "انستجرام"، قائلاً: "الأخوة الأحباب في جمهورية مصر العربية، سيُقام مجلس عزاء لأخي الشهيد صالح عامر الجعفراوي في مسجد القوات المسلحة، قاعة الفردوس مقابل مول سيتي ستارز، يوم الأربعاء بتاريخ 15 أكتوبر 2025 من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة العاشرة مساءً للرجال وللنساء، والحمدُ لله رب العالمين".
وكانت أسرة الجعفراوي أعلنت أمس عن استقبال المعزين في منزل الأسرة، الكائن جنوب رمزون دير البلح- أرض الجعفراوي، لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من عصر الثلاثاء الموافق 14 أكتوبر 2025.
تراجع مفاجئ عن إقامة العزاء
وبعد أن كان مقررًا استقبال العزاء فيه مصر اليوم كما أعلن شقيقه بالأمس، تفاجأ الجميع بإعلانه التراجع دون تحديد السبب، قائلاً: "تتقدم أسرة صالح الجعفراوي بجزيل الشكر والامتنان لكل من شاركنا أحزاننا وواسانا بوفاة فقيدنا المرحوم صالح الجعفراوي".
وأضاف: "نعلمكم بأنه نظرًا لظروف عائلية خاصة فقد تقرر إلغاء بيت العزاء في مصر والاكتفاء بتقبل الدعاء والمواساة بالاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي.نسأل الله أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته".
ولم تحدد الأسرة، أسباب هذا التراجع المفاجئ عن استقبال العزاء في الجعفراوي بالقاهرة قبيل ساعة من الموعد المحدد، إلا أنه من المرجح أن يكون ذلك جاء بضغوط أمنية، في ظل الحشود المحتملة التي كان متوقعًا أن تتوجه لتقديم العزاء لأسرة الجعفراوي.
حزن بين المصريين بسبب وفاة الجعفراوي
وأثار استشهاد صالح الجعفراوي على يد ميلشيا مسلحة خلال مواجهات مع "حماس" عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حالة من الحزن الواسع بين المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن ظل على مدار عامين المصدر المفضل لمتابعة الأحداث في غزة عن قرب.
فقد كان الجعفراوي وجهًا مألوفًا للكثيرين خلال متابعة تطورات الحرب على غزة لمدة عامين، واكتسب شعبية متزايدة في ظل نشاطه وتحركاته الدؤوبة من منطقة لأخرى لنقل معاناة أكثر من مليوني ونصف مليون فلسطيني، دون الخوف على حياته وإمكانية استهدافه كما حصل مع صحفيين وإعلاميين فلسطينيين آخرين.
ويعتبر الجعفراوي المولود في عام 1998 في قطاع غزة، مصر هي الدولة العربية الأقرب لقلبه، وذلك وفق ما جاء على لسانه ردًا على سؤال لأحد المراسلين في غزة عن أكثر البلاد العربية التي يحبها، ليجيبه دون تردد قائلًا: "مصر دولتنا الشقيقة والجزائر والمغرب".