أدلى أستاذ العلوم السياسية المقيم في الخارج، الدكتور مأمون فندي، بتصريحات عبر منصّة "إكس" (تويتر سابقًا) تناول فيها الموقف العربي والإسلامي من الحرب على غزة، منتقدًا ما وصفه بـ"العجز العربي المزمن" في مواجهة المآسي الإنسانية التي تتعرض لها المدينة منذ عامين.
وقال فندي في تغريدته التي لاقت انتشارًا واسعًا:
"غزة لا تحتاج إلى العرب ولا إلى المسلمين للدفاع عنها، فقد سخر الله لها جنودًا في عواصم العالم من ملل ونحل مختلفة، يهبّون لنجدتها من أجل الحق والعدل والحرية. فاجعل نفسك مطمئنًا، فغزة لم تعد بحاجة إليك. اشغل نفسك بتوافه الأمور في عالمك النرجسي الصغير".
غزة لا تحتاج إلى العرب ولا إلى المسلمين للدفاع عنها، فقد سخر الله لها جنودًا في عواصم العالم من ملل ونحل مختلفة، يهبّون لنجدتها من أجل الحق والعدل والحرية. فاجعل نفسك مطمئنًا، فغزة لم تعد بحاجة إليك. اشغل نفسك بتوافه الأمور في عالمك النرجسي الصغير .
— Mamoun Fandy (@mamoun1234) October 20, 2025
فيما أثارت التغريدة تفاعلًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن فندي عبّر بصدق عن حالة الإحباط من الأداء العربي الرسمي والشعبي تجاه القضية الفلسطينية، معتبرين أن "الدعم الحقيقي لغزة يأتي اليوم من شعوب العالم الحر التي تنزل إلى الشوارع رفضًا للعدوان والظلم".
نقد للعجز العربي
تحمل كلمات فندي – بحسب مراقبين – نقدًا ساخرًا للأنظمة العربية التي اكتفت بالبيانات والدبلوماسية الصامتة في الوقت الذي تتواصل فيه صور الدمار وسقوط الضحايا في غزة.
ويرى البعض أن حديثه يعكس مرارة فكرية تجاه الواقع العربي الراهن، إذ لم تعد الشعارات تكفي لستر التخاذل أو للتغطية على غياب الفعل الحقيقي في الدفاع عن الفلسطينيين.
ويضيف محللون أن فندي، الذي لطالما تبنّى مواقف نقدية من الخطاب السياسي العربي، أراد من خلال تغريدته تسليط الضوء على تحول الضمير العالمي نحو القضية الفلسطينية، بعدما أصبحت المظاهرات في لندن وباريس ونيويورك وسيدني أكثر زخمًا وتأثيرًا من بيانات القمم العربية.
سياق أوسع
تأتي تغريدة مأمون فندي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عامين، وسط صمت عربي رسمي وتراجع الاهتمام الشعبي مقارنة ببداية الحرب، رغم تفاقم الكارثة الإنسانية ونقص الغذاء والدواء وتدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل.
وفي المقابل، شهدت عواصم عالمية موجات تضامن واسعة، إذ خرجت ملايين الأصوات من مختلف الديانات والثقافات للمطالبة بوقف الحرب ودعم الشعب الفلسطيني، ما اعتبره فندي "جندًا من الله" لنصرة الحق رغم اختلاف المعتقدات والانتماءات.