في إنجاز رياضي لافت، حصد السباح الشاب حسين شوقي، البالغ من العمر 17 عامًا، ميداليتين ذهبية وبرونزية للإمارات في دورة الألعاب الآسيوية للشباب، بعد سنوات من تمثيله لمصر في المحافل الدولية. قصة شوقي، المصري الأصل الذي أصبح اليوم بطلاً يرفع علم الإمارات، تفتح من جديد ملف هجرة المواهب الرياضية العربية بحثاً عن الدعم والبيئة المناسبة لتحقيق طموحاتها الدولية، وتسلط الضوء على الاستثمار الإماراتي الناجح في استقطاب وتطوير الرياضيين.

 

إنجاز تاريخي للإمارات

 

سطر حسين شوقي اسمه في تاريخ الرياضة الإماراتية بفوزه بأول ميدالية ذهبية في تاريخ سباحة الإمارات بدورات الألعاب الآسيوية للشباب. حقق شوقي هذا الإنجاز في سباق 50 متر فراشة، مسجلاً زمناً قياسياً جديداً للدورة بلغ 24.73 ثانية. ولم يكتفِ بالذهب، بل أضاف إلى رصيده ميدالية برونزية في سباق 50 متر حرة، مؤكداً تفوقه وموهبته الكبيرة. هذه النتائج لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت تتويجاً لمسيرة حافلة بالإنجازات على المستوى العربي، حيث سبق له أن حطم الرقم القياسي العربي في سباق 50 متر حرة بزمن 22.88 ثانية.


 

من مصر إلى الإمارات: رحلة البحث عن فرصة

 

 

بدأ حسين شوقي، وهو مواطن مصري، مسيرته في السباحة التنافسية في دبي منذ عام 2015 مع "هاميلتون أكواتيكس". وبعد أن مثل مصر في العديد من البطولات الدولية، انتقل في عام 2019 إلى أكاديمية "جيمس ويلينغتون - الخيل" لينضم إلى "مركز جيمس للتميز في السباحة". يوفر هذا المركز، الذي يعمل بالشراكة مع "هاميلتون أكواتيكس"، تدريباً على أعلى مستوى ودعماً أكاديمياً متخصصاً لمساعدة الرياضيين الطلاب على تحقيق أقصى إمكاناتهم. وفي عام 2024، أصبح شوقي مؤهلاً لتمثيل منتخب الإمارات الوطني، وهو ما حدث بالفعل في البطولة العربية للألعاب المائية التي أقيمت في المغرب.

 

بيئة داعمة تصنع الأبطال

 

يعكس نجاح حسين شوقي الدور المتنامي للمؤسسات التعليمية والرياضية في الإمارات في صناعة الأبطال. وقد عبر شوقي عن امتنانه العميق للدعم الذي تلقاه قائلاً: "إنه شعور لا يصدق أن أمثل الإمارات وأحقق للبلاد أول ذهبية في السباحة. أنا ممتن لمدربي ومعلمي وكل من آمن بي ومنحني الفرصة لمطاردة حلمي". وتؤكد هذه التصريحات أن البيئة المتكاملة التي وجدها في الإمارات، والتي جمعت بين التدريب العالمي المستوى والدعم الأكاديمي، كانت عاملاً حاسماً في مسيرته. ومن المقرر أن يواصل مسيرته الواعدة في الولايات المتحدة العام المقبل بالانضمام إلى أحد فرق السباحة الجامعية في دوري (NCAA Division 1)، مما يشير إلى مسار مهني واضح مدعوم بنجاحاته الحالية.

 

هجرة المواهب: خسارة للوطن الأم

 

تثير قصة حسين شوقي تساؤلات حول أسباب هجرة المواهب الرياضية الشابة من أوطانها. فبينما تحتفي الإمارات بإنجازها التاريخي الذي صنعه سباح مصري الأصل، تطرح هذه الحالة قضية "تجنيس" الرياضيين كاستراتيجية لتحقيق إنجازات سريعة، وفي الوقت نفسه تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها دول مثل مصر في الاحتفاظ بأبنائها الموهوبين وتوفير الدعم الكافي لهم. إن رحيل شوقي وغيره من المواهب يمثل خسارة للرياضة في بلدانهم الأصلية، ويدق ناقوس الخطر حول ضرورة مراجعة سياسات رعاية الرياضيين وتوفير بيئة محفزة تضمن بقاءهم وتألقهم تحت أعلام أوطانهم.