في خطوة دبلوماسية لافتة، أصدرت الولايات المتحدة ومجموعة من الدول العربية والإسلامية البارزة بياناً مشتركاً يدعو إلى تبني سريع في مجلس الأمن الدولي لمشروع قرار أمريكي يدعم خطة لإنهاء الحرب في غزة وإرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد الصراع.
وبينما يعكس هذا البيان توافقاً نادراً بين واشنطن وعواصم عربية وإسلامية رئيسية، فإنه يواجه مواقف حذرة من قبل روسيا والصين اللتين أبدتا دعماً للمبادئ العامة مع إثارة مخاوف بشأن آليات التنفيذ.
ماذا تضمن البيان المشترك؟
يدعم البيان، الصادر عن الولايات المتحدة إلى جانب المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان، بشكل أساسي الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويدعو إلى اعتمادها السريع في مجلس الأمن. وتتضمن الخطة الأمريكية المقترحة عدة محاور رئيسية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في القطاع وتمهيد الطريق لحل سياسي. تشمل هذه المحاور إنشاء إدارة انتقالية في غزة لمدة عامين، وربط ذلك بإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية، ونشر قوة دولية للإشراف على الأمن ونزع السلاح. كما يؤكد البيان على ضرورة العمل المشترك لإنهاء الحرب من خلال صفقة شاملة تضمن الإيصال غير المقيد للمساعدات الإنسانية، ورفض تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وصولاً إلى مسار سلام عادل على أساس حل الدولتين.
موقف روسيا: دعم حذر ومبدئي
أبدت روسيا ترحيباً بالجهود الدبلوماسية المبذولة، بما في ذلك جهود القمة العربية الإسلامية المشتركة، مؤكدة أن المواقف التي تم التعبير عنها تتماشى مع النهج الروسي القائم على حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية. وقد وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خطة الرئيس ترامب بأنها "أساس واقعي" للمفاوضات، معرباً عن دعم بلاده لأي مبادرة تهدف إلى وقف فوري لإراقة الدماء في غزة. ومع ذلك، أثارت موسكو مخاوف وتحفظات بشأن بعض جوانب الخطة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالجداول الزمنية، وآليات الإنفاذ، ودور القوة الدولية المقترحة. وتشدد روسيا باستمرار على موقفها الثابت بضرورة التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية على أساس المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن، وبما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة.
موقف الصين: انحياز للجانب العربي ودعوة لوقف دائم لإطلاق النار
اتخذت الصين موقفاً مشابهاً لموقف روسيا، حيث أثارت أيضاً مخاوف بشأن تفاصيل الخطة الأمريكية. ودعت بكين إلى وقف "شامل ودائم" لإطلاق النار في غزة، مشددة على مبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" ودعمها الكامل لتنفيذ حل الدولتين. وعبرت الصين عن صدمتها الشديدة من الهجمات على مخيمات اللاجئين، وأدانت بشدة ما وصفته بـ "العقاب الجماعي" لسكان غزة، داعية إسرائيل إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة وحماية المدنيين. وتؤكد الصين باستمرار أنها تقف إلى جانب العدالة والإنصاف الدولي وتطلعات العالم العربي والإسلامي المشروعة، وأنها ستدعم بقوة أي مبادرة تفضي إلى السلام والمصالحة الفلسطينية الإسرائيلية.

