أُصيب طبيب بشري شاب بطلق ناري طائش أثناء مشاركته في قافلة طبية بقرية العطيات التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، في واقعة فجّرت موجة غضب واسعة بين الأهالي والقطاع الطبي، خاصة أنها ليست الأولى من نوعها في المنطقة التي تشهد بين الحين والآخر إطلاق نار عشوائي مرتبط بنزاعات قبلية متكررة.
رصاصة تنهي يومًا طبيًا وتحوّله إلى كارثة
كان الطبيب الشاب، د. أبو الحسن رجب، يؤدي عمله داخل القافلة الطبية، قبل أن يخترق طلق ناري طائش محيط المكان ليستقر في جسده، لتبدأ رحلة إسعاف عاجلة انتهت بنقله إلى مستشفى قنا العام، وسط قلق بالغ من الطاقم الطبي وزملائه.
الواقعة، التي جاءت بعد أسابيع قليلة من تعطّل حركة القطارات في دشنا بسبب إطلاق نار عشوائي على السكة الحديد، أعادت فتح ملف “فوضى السلاح” المتفاقمة في المنطقة، والتي تسببت خلال السنوات الماضية في إصابات ووفيات عدة بين المدنيين، دون أن تتوقف المناشدات بوضع حد لها.
النقابة: إصابة خطيرة ومتابعة على مدار الساعة
النقابة العامة للأطباء أكدت أنها تتابع الحالة الصحية للطبيب لحظة بلحظة، بالتنسيق مع نقابة أطباء قنا برئاسة الدكتور محمد الديب.
وبحسب بيان النقابة، فإن مجلس نقابة أطباء قنا كان إلى جانب الطبيب منذ اللحظات الأولى لإصابته، وحضر ممثلو المجلس داخل المستشفى لساعات طويلة لمتابعة حالته الدقيقة، خاصة بعد أن فقد الوعي لفترة بسبب خطورة الإصابة واستلزم الوضع وضعه على أجهزة التنفس الصناعي.
وأشار البيان إلى أن الطبيب استعاد الوعي وتم فصله عن أجهزة التنفس، إلا أن وضعه ما يزال حرجًا نتيجة إصابته في العمود الفقري، وما ترتب على ذلك من تأثر في حركة الساقين.
مساءلة الجهات المنظمة للقافلة
وأكدت النقابة العامة أنها تتابع أيضًا الإجراءات القانونية والتحقيقات الجارية لمعرفة الجهة التي أصدرت قرار تنظيم القافلة في “منطقة معروفة بتكرار النزاعات القبلية”، معتبرة أن الوضع لا يتحمل أي قدر من التهاون عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطقم الطبية.
وطالبت النقابة بمحاسبة كل من قصّر أو لم يقدّر خطورة المكان، ما أدى إلى تعريض حياة الأطباء للخطر خلال أداء واجبهم الإنساني.
قضية “إصابة عمل”.. تأمينات أم حادث عارض؟
وفي سياق متصل، أدلى الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء سابقًا، بتوضيحات مهمة تتعلق بالوضع القانوني للطبيب المصاب، خاصة بعد إعلان وزارة الصحة نقله إلى معهد ناصر لاستكمال العلاج.
وقال الطاهر إن ما ورد من أن الطبيب كان داخل سيارته أثناء عودته من القافلة لحظة وقوع إطلاق النار “لا يعني على الإطلاق عدم احتساب الحادث كإصابة عمل”، مشيرًا إلى أن اللائحة التنفيذية لقانون التأمينات الاجتماعية واضحة في هذا الشأن.
وأوضح أن المادة (1) فقرة (16) تنص بوضوح على أن أي حادث يقع للمؤمن عليه أثناء ذهابه أو عودته من العمل يُعد إصابة عمل، داعيًا مسؤولي وزارة الصحة ونقابة أطباء قنا إلى مخاطبة هيئة التأمينات رسميًا لتثبيت حق الطبيب وضمان حصوله على كافة المستحقات القانونية.

