شهدت محطة مترو عزبة النخل بالقاهرة، واقعة مأساوية بعدما ألقى شاب بنفسه أمام القطار لحظة دخوله رصيف المحطة، في حادثة هزّت الركاب وتسببت في توقف حركة قطارات الخط الأول لعدة دقائق.
تفاصيل الواقعة
وفق إفادات شهود العيان، وقف الشاب لبضع ثوانٍ على حافة الرصيف قبل أن يُقدم بشكل مفاجئ على القفز أمام القطار القادم، وسط حالة صدمة بين الركاب الذين لم يتمكنوا من التدخل.
وقال أحد الشهود إن الشاب كان يبدو في حالة توتر شديد، بينما أكّد آخرون أن الموقف كان سريعًا للغاية “ولم يستطع أحد إنقاذه”.
فيما أغلقت السلطات الرصيف لفترة لحين التعامل مع الحادث، ما أدى إلى تكدس الركاب على أرصفة عدد من المحطات.
وبعد نحو نصف ساعة، أعلنت شركة المترو عودة الحركة إلى طبيعتها على الخط الأول بعد استكمال الإجراءات القانونية.
ضغوط معيشية خانقة… خلفية لا يمكن تجاهلها
تأتي هذه الحادثة في ظل تزايد النقاش المجتمعي حول الضغوط الاقتصادية والنفسية التي يواجهها الشباب.
ويشير عدد من المواطنين والخبراء الاقتصاديين إلى أن الظروف الراهنة تُفاقم شعور الإحباط، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات، وتدهور القدرة الشرائية، وصعوبة الحصول على فرص عمل مستقرة.
ويرى مواطنون أن التحديات الاقتصادية أصبحت “عبئًا يوميًا”، مشيرين إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب والعقارات، وتراجع قيمة الجنيه المصري، الأمر الذي جعل تحقيق أبسط طموحات الشباب—ومن بينها تأمين دخل ثابت أو تكوين أسرة—أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
أزمة نفسية موازية
خبراء في الصحة النفسية يؤكدون أن الانتحار لا يرتبط بسبب واحد مباشر، بل يتداخل فيه عدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
كما شددوا على ضرورة تعزيز خدمات الدعم النفسي المجاني، ونشر الوعي المجتمعي بمخاطر الاكتئاب، وتوفير خطوط مساعدة فورية للأشخاص الذين يعانون من ضغوط كبيرة.
مطالب متجددة للحكومة والمجتمع
الحادث أعاد إلى الواجهة الدعوات المطالبة بتطوير برامج دعم الشباب، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوفير فرص عمل حقيقية تتيح لهم بناء مستقبل آمن، كما جدد ناشطون حقوقيون دعوتهم إلى إطلاق حملات توعية حول الصحة النفسية داخل المدارس والجامعات وأماكن العمل.

