شهدت مستشفى كفر شكر التخصصي بمحافظة القليوبية واقعة صادمة أعادت الجدل حول تكرار الاعتداءات على الطواقم الطبية والأمنية داخل المستشفيات، وذلك بعد أن أقدم 5 أشخاص على اقتحام قسم العناية المركزة بالقوة، وإحداث حالة فوضى كبيرة انتهت بتهريب جثمان قريبهم دون استكمال الإجراءات الرسمية.
واقعة بدأت بغضب وانتهت بفوضى
وفق مصادر بالمستشفى، تعود تفاصيل الحادثة إلى لحظات ما بعد وفاة المريض مدحت ف.ع، 65 عامًا، داخل قسم العناية المركزة، حيث رفض ذوو المتوفى الانتظار لحين إنهاء الإجراءات الطبية والقانونية الخاصة بتسليم الجثامين، واقتحموا القسم واعتدوا على عدد من أفراد الأمن والطاقم التمريضي، تزامنًا مع حالة هياج شديد أحدثت حالة ارتباك داخل الوحدة الحيوية.
وخلال دقائق من الفوضى، أقدم المتهمون على نقل جثمان ذويهم بالقوة من داخل القسم، وسط محاولات مضنية من العاملين بالمستشفى لمنعهم حفاظًا على النظام الطبي وسلامة المرضى الآخرين، إلا أن المقتحمين تمكنوا من إخراج الجثمان ووضعه داخل سيارة خاصة قبل أن يفرّوا به خارج المستشفى.
التحفظ على الجناة وتسليمهم للشرطة
نجح أفراد الأمن التابع للمستشفى من تتبع المتورطين داخل نطاق المستشفى والتحفظ على خمسة منهم، وهم: فتوح م. ف، وأسامة م. أ، وهشام م. ف، ومحمد م. ف، ومدحت م. م
وتم تسليمهم إلى مركز الشرطة المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وسط متابعة من إدارة المستشفى التي وثّقت التلفيات وحالة الفوضى التي شهدها قسم العناية المركزة.
ظاهرة تتكرر.. والقطاع الصحي بلا حماية كافية
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها داخل منشأة طبية، فبحسب العاملين في القطاع الصحي تتكرر الاعتداءات على الأطباء والممرضين وأفراد الأمن في العديد من المستشفيات، وهو ما يخلق حالة من القلق الدائم بين العاملين الذين يواجهون ضغوط العمل من ناحية ومخاطر العنف من ناحية أخرى.
ويؤكد أطباء وممرضون أن غياب إجراءات رادعة وفعّالة، سواء على مستوى التأمين الداخلي أو الإطار القانوني، يجعلهم عرضة لمثل هذه الاعتداءات، رغم حساسية المواقع التي يعملون بها وتعاملهم مع حالات حرجة تستدعي توفير بيئة آمنة ومنظمة.

