تتصاعد المخاوف الإنسانية والحقوقية بشأن الوضع الصحي للمحتجز الشاب مصطفى محمود رمضان محمود، البالغ من العمر 23 عامًا، بعد تدهور حالته النفسية والجسدية داخل حجز قسم شرطة البساتين، حيث يُحتجز منذ الأربعاء 19 نوفمبر الماضي على ذمة قضية مخدرات، رغم كونه مريضًا باضطراب ذهاني حاد ومزمن مثبت طبيًا.

 

مريض ذهاني.. لا مجرم

 

تلقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان استغاثة عاجلة من أسرة مصطفى، تؤكد فيها والدته أن ابنها يعاني من الفصام الذهاني منذ عام 2022، وفقًا لتقارير طبية رسمية صادرة عن أطباء متخصصين وجامعة عين شمس، إضافة إلى ملف علاجي كامل بمستشفى الدمرداش حيث تم حجزه مرتين، آخرهما قبل أشهر قليلة. كما يمتلك روشتة علاجية موثقة بتاريخ 28 أكتوبر 2025.

 

وتشير الأسرة إلى أن ابنها كان يمرّ بانتكاسة نفسية حادة قبل القبض عليه بأيام، تسببت في فقدان التركيز وتشنجات متكررة، ما يجعله غير قادر على الإدراك السليم أو تحمل أي مسؤولية عن تصرفاته.

 

صورة توثق حالته قبل القبض عليه

 

أرفقت الأسرة صورة التُقطت له يوم 1 نوفمبر، تظهر آثاره الجسدية جراء تعرضه لنوبة حادة نتيجة العلاج، مؤكدة أن الصورة موثقة قبل القبض عليه بـ18 يومًا. وتلفت الأسرة إلى أن هذه الأدلة الطبية كان يجب أن تكون كافية لإبعاده عن الحجز ووضعه تحت الرعاية العلاجية المتخصصة.

 

تفاصيل القبض على شاب ضعيف الإدراك

 

وتروي الأسرة لحظة احتجازه قائلة: في حوالي الساعة الثانية والنصف ظهر الأربعاء 19 نوفمبر، وأثناء ذهاب مصطفى لزيارة جدته في البساتين، صادف قوة أمنية فشعر بالخوف وهرب بشكل تلقائي نتيجة اضطرابه الذهني. وبعد توقيفه وتفتيشه لم يُعثر معه على أي ممنوعات أو أموال أو حتى هاتف شخصي، إذ يعاني أصلًا من عدم القدرة على الاحتفاظ بأغراضه.

 

ورغم هذه الملابسات، فوجئت أسرته باتهامه في قضية اتجار بالمواد المخدرة مع شخص لا يعرفه، وهو اتهام وصفته الأسرة بـ«غير منطقي تمامًا»، نظرًا لحالته التي تجعله غير قادر على إدارة أبسط أمور حياته.

 

تجديد الحبس رغم خطورة حالته

 

ورغم الأدلة الطبية ووضوح حالته النفسية، تم تجديد حبسه 15 يومًا. وتقول الأسرة إن مصطفى لا يتلقى علاجه الأساسي داخل الحجز، وإن حرمانه من الأدوية التي يعتمد عليها يُعد تهديدًا مباشرًا لحياته وقد يؤدي إلى انتكاسة خطيرة قد لا يمكن تداركها.

 

وتضيف والدته بنبرة مفعمة بالقلق: "ابني مريض… لا يعرف حتى كيف يحافظ على ملابسه داخل الحجز. حالته تتدهور وقد يفقد عقله تمامًا. كيف يُتّهم بهذه الحالة بالاتجار بالمخدرات؟".

 

تهديدات صحية داخل بيئة احتجاز غير مناسبة

 

تشير الأسرة إلى أن الظروف داخل الحجز تشمل تكدسًا شديدًا وانتشار أمراض جلدية والتدخين، وهي بيئة تعتبر خطيرة للغاية على شخص يعاني من اضطراب ذهني مزمن، وتضعه في مواجهة مخاطر نفسية وجسدية جسيمة.

 

ولذلك تقدمت الأسرة بتلغراف للنائب العام وشكوى لمجلس الوزراء، مطالبة بإخلاء سبيله بكفالة أو نقله فورًا إلى منشأة علاجية متخصصة حفاظًا على حياته.

 

موقف الشبكة المصرية لحقوق الإنسان

 

أعربت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن تضامنها الكامل مع الأسرة، مؤكدة أن استمرار احتجازه في ظل هذه الظروف يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوقه الصحية والقانونية.

 

وطالبت الشبكة بإحالة مصطفى محمود بشكل عاجل إلى مستشفى نفسي متخصص لإجراء تقييم طبي محايد، وإلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التي تكفل إخلاء سبيله أو نقله إلى مكان علاجي مناسب إلى حين الفصل في القضية.

 

وتحذّر الشبكة من أن استمرار احتجازه بهذا الشكل قد يتسبب في انتكاسة نفسية حادة تهدد حياته، محمّلة الجهات المسؤولة كامل التبعات القانونية والإنسانية لأي تدهور قد يحدث له داخل الحجز.

 

https://www.facebook.com/ENHR2021/posts/871182958596098?ref=embed_post