شهد المشهد الأمني في قطاع غزة خلال الساعات الماضية تطوراً بالغ الحساسية، بعد الإعلان عن مقتل ياسر أبو شباب، أحد أبرز قادة المليشيات المسلحة المتهمة بالتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق رفح. الحدث فتح الباب أمام موجة واسعة من التحليلات والأسئلة حول طبيعة دوره، والجهات التي تقف خلف تصفيته، وتأثير ذلك على شبكة العملاء التي يعتمد عليها الاحتلال في عملياته داخل القطاع.

 

الباحث في الشؤون العسكرية محمود جمال وصف العملية بأنها "ضربة قوية للعدو وعملائه"، مؤكداً عبر حسابه على منصة "إكس" أن مقتل أبو شباب يحمل رسائل واضحة، أهمها أن "تحصينات العدو لا تحمي من تورّط في الخيانة"، وأن "المقاومة قادرة على الوصول إلى كل من يراهن على الاحتلال"، في إشارة إلى شخصيات مشابهة مثل كرامي حِلَس، ممن برزت أسماؤهم في ملفات أمنية معقدة خلال السنوات الماضية.

 

https://x.com/mahmoud14gamal/status/1996569013955055934

 

تأكيدات إسرائيلية ومعلومات متقاطعة

 

إذاعة جيش الاحتلال والقناة الـ14 الإسرائيلية كانتا أول من كشفا عن مقتل أبو شباب، مشيرتين إلى أنه قُتل على يد مجهولين شرق رفح، دون تقديم تفاصيل حول الجهة المنفذة أو دوافع العملية. هذا الغموض فتح الباب أمام تفسيرات متعددة، خاصة مع التصعيد الأمني الذي يشهده القطاع، ومحاولات الاحتلال تعزيز شبكات التجنيد في المناطق الحدودية.

 

ظهور مفاجئ في ملفات أمنية سابقة

 

اسم ياسر أبو شباب برز بقوة قبل أشهر، عقب بث كتائب القسام – الذراع العسكري لحركة حماس – في 30 مايو 2025 لقطات مصوّرة توثّق استهداف قوة من وحدة “المستعربين” التابعة للاحتلال شرق رفح. الفيديو أظهر تحركات عناصر القوة داخل المنازل الفلسطينية، قبل تفجير أحد البيوت المفخخة أثناء وجودهم داخله، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم.

 

بعد العملية مباشرة، كشف مصدر أمني في المقاومة الفلسطينية أن القوة المستهدفة كانت مدعومة بمجموعة من العملاء الذين جنّدهم الاحتلال لتنفيذ مهام حساسة، بينها تمشيط المناطق الحدودية، وجمع معلومات عن خلايا المقاومة، إضافة إلى التورط في نهب المساعدات الإنسانية.

 

شبكة مرتبطة مباشرة بياسر أبو شباب

 

وفق المصدر ذاته، فإن تلك المجموعة كانت تعمل تحت إشراف مباشر من ما سمّاه بـ"عصابة ياسر أبو شباب"، والتي وصفها بأنها حلقة وصل بين الاحتلال وبعض المجموعات المسلحة التي تعمل لمصلحته داخل مدينة رفح. هذا الارتباط جعل أبو شباب هدفاً مركزياً في المعركة الأمنية الدائرة منذ شهور، خصوصاً مع تزايد قدرة المقاومة على تفكيك الشبكات المحلية التي تستغلها قوات الاحتلال.