كشفت تقارير حقوقية ورسائل عائلية أن سجن القناطر رحل المحامية والحقوقية هدى عبدالمنعم إلى سجن "العاشر من رمضان"، قبل ساعات وأن الجديد كان منع زوجها من زيارتها.

وقالت ابنتها فدوى خالد بدوي في رسالة على مواقع "التواصل":  "عن احساسنا لما استلمنا حاجة ماما من سجن القناطر .. لبسها .. ادويتها .. مخدتها  الغطا اللي كانت بتتغطى بيه  كل حاجتها الشخصية  توك شعرها ..  ".

وأردفت "قعدت احاول اشم ريحتها في اي حاجة  اتخيلها في كل اللبس ده  اتساءل هي عاملة ايه دلوقتي من غير كل الحاجات دي عاملة ايه في سجنها الجديد ؟!".

وأكملت "..لوحدها ولا معاها حد  محتاجة ايه عشان اجيبهولها  خدوا منها ايه ولا ادوها ايه  مفيش اي معلومة ولا اي حاجة تقولي منين يروح على فين مخدة ماما مكتوب عليها هدى عبد المنعم حضنتها وقعدت اكلمها زي المجانين انت كنت صاحبة ماما طول ٥ سنين ؟! ".
 

وعن مرارة الإبعاد علقت، "كنت قريبة منها وبتحط راسها عليكي !! وانا نفسي في حضن واحد بس ؟!  يا ترى يا ماما حالك ايه دلوقتي ؟!  بتنامي فين ولا على ايه ولا لابسة ايه ولا محتاجة ايه وجع وجع وجع وجع وجع يارب صبرنا واحفظ علينا عقولنا يارب"".
 

وطالبت منظمة فجر الحقوقية (DAWN EGYPT)، من السلطات السماح لأسرتها بزياتها للاطمئنان على حالتها الصحية حيث أنهم لا يعلمون عنها شيئاً منذ مارس الماضي.. مؤكدة أن إدارة السجن منعت زوج ومحامي المحامية هدى عبد المنعم من زيارتها بعد نقلها من سجن القناطر إلى سجن العاشر من رمضان.

وأكدت منظمة (بلادي جزيرة الإنسانية) في بيان عنوانه "هدى عبد المنعم، ممنوعة من الحياة" أنه "خلال الفترة الحالية تتعرض المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان السيدة هدى عبد المنعم إلى انتهاكات جمة، وذلك عقب نقلها من محبسها بسجن القناطر إلى سجن العاشر من رمضان الجديد، حيث تم تجريدها من كافة مقتنياتها وأدويتها قبيل نقلها إلى محبسها الجديد، وقد استمرت السلطات في منعها من الزيارة والتواصل مع أسرتها، أو حتى محاولة دخول ملابسها أو الأدوية الخاصة.".

وطالبت المنظمة ".. بالتوقف عن مثل هذه الممارسات اللاّإنسانية، والإفراج الفوري عن السيدة هدى عبد المنعم نظراً لكونها مسنة تعاني من عدّة أمراض مزمنة، إضافة إلى أن مدة العقوبة الخاصة بها تنتهي في نوفمبر القادم".

استغاثات من جهات

وفي مطلع يونيو الجاري، تناقل حقوقيون استغاثة للإفراج عن المواطنة عايدة محمود عمر عثمان -45 عاما، مطلقة وأم لطفلين، وذلك بعد القبض عليها في 28 أبريل 2023 الساعة 2 ليلا، وهي الآن في سجن القناطر، بحسب مركز الشهاب لحقوق الإنسان.

وفي بيان قريب من سجن القناطر حيث كانت تقبع "هدى عبدالمنعم"، قال معتقل في رسالة مسربة نيابة عن زملائه الذين يئنون تحت ظروف مماثلة: "نتعرض نحن معتقلي سجن القناطر الخيرية للإنتهاكات والتعذيب داخل السجن علي يد ضباط أمن الدولة بالقليوبية، وتغريب بعض المعتقلين لسجون بعيدة جدا (سجن الواحات كمثال ) حال اعتراضنا علي أي من المضايقات التي نتعرض لها أو يتعرض لها أهلنا في الزيارات.

وأضاف المعتقل أنه "خلال الأسابيع الماضية تم منع عدد كبير جدا من الزيارات التي تأتي بتصريح من المحامي العام أو نيابة أمن الدولة، مع العلم أن معظم هذه الزيارات ضرورية للمعتقلين (خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المذمنة) لاحتواء الزيارة علي بعض الأدوية التي لا غني لأصحابها عنها، ناهيك عن التكاليف المادية والمعاناة الجسدية والنفسية لأهالينا، فبعد تجهيز الزيارة لساعات وربما لأيام والقدوم من محافظات مختلفة يتم منع أهالينا من الزيارة بعد انتظارهم طوال اليوم في استراحة السجن".
 

وأوضح أنه إذا اعترض أحدنا علي أي من هذه الإنتهاكات يتم تعذيبه داخل السجن علي يد ضباط أمن الدولة بالقليوبية، وعزل المعتقل في التأديب الذي قد يموت فيه، علما أن بعض المعتقلين مرضي وكبار السن ومنهم من تجاوز ٨٥ عاما، وهو ما يعرض حياة الكثير للخطر".

وفي 21 مايو الماضي تسبب الإهمال الطبي وظروف الإعتقال المأساوية في وفاة المدير العام بشركة مصر للتأمين في (سجن القناطر 1)، المعتقل السياسى "أشرف عبدالعليم السيد" 55 عاما، وهو المحبوس احتياطياً على ذمة احدى القضايا السياسية منذ  أبريل 2022 بسجحن القناطر، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة  إصابته بقصور شديد فى وظائف الكبد، ومشاكل في جهاز المناعه، وانخفاض بالضغط، وإصابته بالانيميا الحادة وتسبب ذلك بحالات  إغماء متكررة، مقابل عدم تلقيه الرعاية الطبية والصحية الضرورية من إدارة السجن.

وقالت منظمات إن "القناطر 1 للرجال"  من أقدم السجون المصرية، ويفتقر إلى أبسط معايير الأمن والسلامة ونتيجة لظروف الإعتقال والحبس الغير آدمية والإهمال الطبي المتعمد، أدى تدهور الحالة الصحية لعدد من المعتقلين.