لم يتوقف التنديد بمذبحتي "رابعة" و"النهضة" رغم مرور 10 سنوات على ارتكابهما من قوات مشتركة من الجيش والشرطة في 14 أغسطس 2013 ضد المسالمين من أبناء مصر الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم للانقلاب العسكري على الديمقراطية والشرعية.

وكان من المتضامنين الفنان عمرو واكد الذي لم تتوقف انتقاداته للمجزرتين رغم أنه كان من أنصار 30 يونيو قبل أن يتراجع عن تأييد الانقلاب. 

ويشير واكد عبر  @amrwaked: "العقيدة المفقودة عندنا هي ان كل دم واي دم يسيل لأبرياء يستوجب من الجميع التوقف امامه تماما ورفضه جملة وتفصيلا مهما كان سببه. ووجب العمل الصادق والجاد على محاسبة المجرمين الذين اراقوا هذه الدماء البريئة، وذلك دون توقف وبكل ما أوتينا من جهد وطاقة". 
 
 
ويوضح استعداده لتحمل تبعات موقفه الرافض للمجزرة قائلا: "فلنخسر كل شيء ولا نقبله، ان هذا لأكرم وأربح. دم واحد مثل الف. مذابح محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو ورابعة والنهضة وما سبقهم وما لحقهم مستحيل ان يمروا بسلام". 
 
 
وألمح إلى أصوات تفرق الصف المصري المناهض للانقلاب وأكد، " .. نحن جميعا ضحايا نفس المستبد ولعنة الدم لن تنصرف بدون حساب الجاني. هذا من اجل سلامتنا وسلامة ابنائنا. هذا من اجل ان نعيش في وطن لنا وليس علينا". 
 
ونصح بعودة التلاحم من أجل مستقبل أفصل للبلاد، قائلا: "..  فلنعثر على ما فقدنا ونحاسبهم ونقلب صفحة الألم والذل ونشرع في قراءة فجر جديد مدركين فيه اخطاء الماضي ونعيش في مستقبل عنوانه تعلمنا مما سبق". 
  
https://twitter.com/amrwaked/status/1691098537684037632 
 
سلام على من فارقونا 
 ومن وحي أدب السجون وارتباطه بمجرزة رابعة تحدث الصحفية سلافة مجدي (سبق اعتقالها بسجون الانقلاب) عن الذكرى العاشرة لفاجعة رابعة، على حد قولها.  
وعبر @solafasallam قالت "سلامٌ على من فارقونا.. في الذكرى الـ 10 لفاجعة رابعة اعود للتحدث عن الذكرى السابعة.. 14 أغسطس من كل عام، يبوح البعض منا عما يدور في خلده، وما تحمله ذاكرته من مشاهد أليمة، يحملها بين ضلوعه أينما حل.. هناك أيضًا من التقوا وراء أبواب موصدة، أحيطوا بروح طيبة متسامحة، وجهات نظر تقاربت وقلوب تألفت". 
 
وعن الذكرى السابعة في مثل 14 أغسطس قالت "في مثل هذا اليوم من العام 2020 كنت وسط سجينات من مختلف التيارات السياسية، جمعتنا زنزانة واحدة وفراش واحد نتشارك المأكل والأحاديث والصلاة.. ذلك اليوم، كان الطقس حار للغاية، كاد الحديد ينصهر، الكثيرات منا اجبرن على إرتداء ملابس خفيفة/داخلية، تسكب كل منا القليل من الماء الملوث بالدورق البلاستيكي على رؤوسنا كل خمسة دقائق لمجابهة الاغماء وارتفاع حرارة المكان التكدس بنحو 150 سجينة، كدنا نذوب بسبب الأبواب والاسّرة الحديدية ”الصاج يشبه القوالب الحديدية مستطيلة الشكل.. تصادف وقوفي بجوار باب الزنزانة في نفس وقت تريض أحدى العنابر المجاورة، المحتجز فيهم زميلات يعُرف انتمائهن لتيارات إسلامية..  تلاقت اعيننا، قمنا برفع إشارة النصر مرتين بأيدينا، إشارة منا إننا نتذكر هذا اليوم رغم المكان والأصفاد..". 
 
وأضافت "الابتسامة اعتلت وجه من لمحتني ألوح لها بشارة النصر مرتين بيداي، بادلتني إحداهن ذات الاشارة..  ثواني معدودة وعادت كلٌ منا الى زنزانتها والسكينة تضفي على أرواحنا! 
في نهاية اليوم تمكث كل منا على فراشها، التقيت بزميلات أحببتهن واحبوني، اختلافاتنا السياسية والفكرية لم تمنعنا في ذلك اليوم من تخفيف وطأة الذكرى والآلام، التي أُصبنا بها حيال كل ما مررنا به ومَر بنا.. 
من كانت تنتمى لأقصى اليمين، كانت تبحث عمن تنتمي لليسار، ومن تنتمى للفكر الوسطي كانت هي أيضًا تبحث عن كلٍ منا لتلتقي بهن! 
وها هُنا التقينا رُغماً عنا، أخترنا عن قناعة التحدث والمراجعة الفكرية، جمعتنا حتى اليوم صداقات وطيدة، و كما نقولها بلغة السوابق: ”مش كل الحديد مش جدع“ .. 
لقد اسدى لنا السجان معروفًا!! 
 
لكلٍ منا قناعاتها، لكلٍ منا انتمائها، لكل منا عزيز/ة فقدناهم في أحداث سياسية دفعنا ثمنها عن طيب قلب، حُفرت ذكراهم في أرواحنا كالثقب المظلم لن يتوارى آلمه بالتقادم! 
رحمة ونور على كل من ذهبت روحه إلى بارئها .. #رابعه_العدويه