في مقابلة مع موقع "ميدل إيست آي"، قدمت ساكنة حي رابعة العدوية "حفصة علي" شهادة حية على الأحداث المؤلمة خلال مجزرة رابعة.
وعلى بعد خطوات من منزلها، تصف "علي" البيئة المخيفة مع الاندفاع غير المسبوق للقوات المسلحة والدبابات ومشهد المدنيين المصابين الموجع الذين يبحثون عن مأوى مع إغلاق المستشفيات للجرحى وطلقات النار العشوائية التي تحذر السكان من مساعدة الجرحى.
يقدم سرد "حفصة"، الذي أكده فعلها الرمزي المتمثل في خلع حذائها احترامًا للذين قُتلوا، نظرة ثاقبة تقشعر لها الأبدان عن صدمة المجتمع. وتصل رواية "علي" إلى التأثير العميق من خلال مقارنته بالمشاهد السينمائية المروعة.
وقالت "حفصة"، إنها عندما شاهدت في التلفاز خبر اقتراب القوات من اعتصام رابعة، لك تكن لتتصور أن ما حدث كان سيحدث.
وأوضحت أنها في أول ساعة من الفض لم تلحظ شيئًا من شرفتها - باعتبار أنها من سكان الحي - ولكن لاحقًا، شاهدت "قوات شرطة ودبابات بشكل غير طبيعي"، مشيرة إلى أنها لم تر شيئًا مثل هذا حتى في الأحداث السابقة.
وتابعت: "وبعد ذلك رأينا كمية مصابين يمشون في شارعنا بشكل غير طبيعي ويختبئون في مدخل العمارة. وفي ذلك الوقت، وبعض النظر عن أي فكر، لم أفكر في أي شيء إلا في أنهم بشر يموتون ويعتقلون".
ووصفت طابور المعتلقين قائلة إنهم كانوا طابورًا طويلًا للغاية مكبلين بأصفاد بلاستيكية.
وأردفت: "لم نكن لنستطيع النظر من الشبابيك؛ لأن الطلقات النارية كانت عشوائية بالمعنى الحرفي". 
وأشارت إلى أن كل المستشفيات أُغلقت، واستخدمت القوات إطلاق النار العشوائي كترهيب للسكان حتى لا ينزلوا إلى الشوارع ليسعفوا الجرحى.
وعند سؤالها عن شعورها بعد مشاهدة الفض، أجابت بأنه شعور لا يوصف، لدرجة أنها كانت تمشى من طريق آخر. وإذا اضطرت إلى المشي في ذاك الطريق، كانت تخلع حذائها تقديسًا واحترامًا "لدم الشهداء في الشوارع".
وصورت مشاهد الفض التي شاهدتها على أنها مشاهد كانت تراها فقط في "أفلام الرعب".
وختمت متأثرة: "وبالرغم من أنه قد مر عشر سنوات على هذا الموضوع، إلا أنني لازالت أرى تلك المشاهد ولا تزال محفورة في ذهني. تلك المشاهد المروعة يستحيل أن تغيب عن عقل أحد حتى ولو كان قد شاهدها على التلفاز". 

https://www.middleeasteye.net/video/women-rabaa-hafsa-ali-reveals-horrors-2013-massacre-eyes-neighbour