شهدت سوريا تغييرات جذرية خلال الأيام الأخيرة مع انهيار النظام السابق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى موسكو.
القيادة الجديدة التي تمثل المعارضة المسلحة بدأت في إرسال رسائل تطمين للشعب وتقديم خطط طموحة لبناء دولة جديدة وسط تحديات داخلية وخارجية.
التقرير التالي يستعرض أهم المستجدات والتصريحات.
قيادة جديدة ورسائل تطمين
بعد أربعة أيام فقط من سقوط النظام السوري السابق، خرج القائد السياسي لسوريا الجديدة، أحمد الشرع، بتصريحات تهدف إلى تهدئة الشارع السوري وإرسال رسائل أمل.
وقال الشرع، الذي كان يُعرف سابقًا بـ"أبو محمد الجولاني": "نعمل على بناء سوريا جديدة بسواعد أبنائها جميعًا، ونضمن الأمان لكل من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري".
وأكد الشرع أهمية عودة المهجرين والنازحين لبناء الوطن والمساهمة في استقراره.
وأضاف الشرع أن المعارضة المسلحة لم تتلق دعمًا خارجيًا خلال معركة إسقاط النظام، مشيرًا إلى أن النصر تحقق بسلاح محلي الصنع وبجهود داخلية خالصة.
استعادة الخدمات واستئناف الحياة اليومية
في السياق ذاته، أعلن رئيس الحكومة المؤقتة، محمد البشير، أن معظم الموظفين عادوا إلى أعمالهم، مع فتح الباب أمام الجميع باستثناء المتورطين في جرائم ضد الشعب.
وأكد أن الأولوية الآن هي إعادة الخدمات الأساسية وضبط الأمن في جميع المدن السورية.
وأضاف البشير: "أولويتنا هي ضبط الأمن وعودة الاستقرار، وسنعلن قريبًا عن تشكيل الحكومة المؤقتة بشكل كامل".
كما أشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب استعادة المؤسسات الحكومية وضمان استمرار الخدمات لجميع المواطنين.
توترات إقليمية وتحديات دولية
في خطوة زادت من تعقيد المشهد السوري، دخلت قوات صهيونية مناطق بمحافظة القنيطرة جنوب سوريا، وأفادت مصادر محلية أن هذه القوات طلبت من السكان إخلاء بعض القرى بهدف ضمها إلى المناطق العازلة، كما عرقلت قوات الاحتلال الصهيوني عمل قوات حفظ السلام الأممية في منطقة الجولان.
من جانب آخر، أعلنت سلطات الاحتلال الصهيوني عن إلغاء اتفاق فك الاشتباك المبرم عام 1974، وقامت بشن غارات مكثفة استهدفت مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية في سوريا وأكد خبراء أمميون أن هذه الغارات تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
مخاوف أميركية من التحركات التركية
أثارت التطورات الأخيرة في سوريا قلقًا في الولايات المتحدة، خاصة بشأن النفوذ التركي المتزايد.
واعتبر مراقبون أن تركيا قد تكون الرابح الأكبر من هذه التحولات الجيوسياسية، حيث دعمت المعارضة السورية وَسَعَت لتوسيع نفوذها في الشمال السوري.
وقال بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط، إن تركيا ستلعب دورًا رئيسيًا في عملية إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في سوريا.
وأضاف أن أنقرة لديها نفوذ سياسي وعسكري ودبلوماسي كبير يجعلها فاعلًا أساسيًا في المشهد السوري الجديد.
تحركات روسية في الساحل السوري
رصدت صور أقمار صناعية نشاطًا مكثفًا للقوات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس.
وعلى الرغم من أن التحركات لم تشمل تغييرات كبيرة في التمركز العسكري، إلا أن النشاط اللوجستي المكثف يشير إلى استعدادات مرتبطة بالتطورات الأمنية والسياسية.
استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق
أعربت إدارة الشؤون السياسية السورية عن امتنانها 8 دول أعادت فتح سفاراتها في دمشق، من بينها مصر والعراق والسعودية والإمارات.
وأكدت الإدارة أنها تلقت وعودًا من قطر وتركيا بإعادة العلاقات الدبلوماسية قريبًا، داعية إلى بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول.