ظهر أمس الاثنين في مقر نيابة أمن الدولة العليا 28 مواطنًا بينهم 4 أشقاء، بعد أن تعرضوا لعمليات إخفاء قسري استمرت 50 يومًا، الشبان والشابات الذين تم التحقيق معهم، من بينهم مصاب بمرض الصرع وأربع نساء، وُجهت إليهم عدة اتهامات، أبرزها "الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها ونشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي".
وبعد جلسة التحقيقات، قررت النيابة حبسهم جميعًا لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
تعرض للإخفاء القسري والتعذيب.. الأشقاء الأربعة يتحدثون عن ممارسات وحشية
الأشقاء الأربعة الذين ظهروا في النيابة هم:
- عبد الرحمن حمدي خاطر (31 عامًا)
- أمامة حمدي خاطر (25 عامًا)
- خديجة حمدي خاطر (27 عامًا)
- طلحة حمدي خاطر (29 عامًا)
وقد ألقي القبض عليهم في تواريخ مختلفة، وتعرضوا لعملية إخفاء قسري لفترة تجاوزت 50 يومًا، وسط اتهامات بتعرضهم للضرب والتعذيب داخل المعتقلات، بما في ذلك عصب أعينهم لفترات طويلة وحبسهم في زنزانات انفرادية.
وفي جلسة التحقيق، اشتكى الأشقاء الأربعة من التنكيل بهم ومنعهم من الحصول على العلاج، خصوصًا عبد الرحمن الذي يعاني من مرض الصرع، وكان منع الأدوية عن عبد الرحمن يشكل خطرًا حقيقيًا على حياته، مما أثار قلقًا كبيرًا في أوساط منظمات حقوق الإنسان وأسر المعتقلين.
أسرة الأشقاء الأربعة، التي كانت قد تقدمت في وقت سابق ببلاغات إلى النائب العام ووزارة الداخلية، كانت قد طالبت بالكشف عن مكان اعتقالهم، مع تخوفات من تلفيق تهم لهم في سياق محاكمة سياسية.
تفاصيل الاعتقالات.. من اقتحام المنازل إلى الإخفاء القسري
بدأت سلسلة اعتقالات الأشقاء الأربعة في 13 نوفمبر 2023، عندما اقتحمت قوة أمنية منزلهم في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة.
وبعد تحطيم باب المنزل الحديدي، اقتحمت القوات شقة عبد الرحمن وأمامة وأمهما، وأخذت عبد الرحمن المصاب بالصرع مع شقيقته أمامة إلى مكان مجهول.
وقد وعدت القوة الأمنية والدتهما بأن يعودا سريعًا بعد تحقيق بسيط، ولكن مرت أسابيع دون أن يعودا.
لاحقًا، تم اعتقال باقي الأشقاء خديجة وطلحة، في عمليات اعتقال متفرقة، لتظل العائلة في حالة من القلق والتوجس من مصير أبنائها.
وكانت السلطات قد أخفتهم قسريًا، دون أن تعرضهم على النيابة المختصة أو التحقيق معهم طوال هذه الفترة.
ظهور 24 شابًا آخرين بعد إخفاء قسري
في نفس اليوم، ظهر 24 شابًا آخرين، بينهم شابة واحدة، تم اعتقالهم أيضًا في وقت سابق وتعرضوا للإخفاء القسري لفترات متفاوتة.
هؤلاء المعتقلون الذين تم التحقيق معهم في نيابة أمن الدولة العليا، وُجهت إليهم تهماً مشابهة لتلك التي وُجهت للأشقاء الأربعة، تشمل "الانضمام إلى جماعة إرهابية"، "نشر أخبار كاذبة"، "إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، و"الترويج للعنف عبر الإنترنت".
قائمة المعتقلين الجدد تضم أسماء:
- فاطمة الزهراء غريب محمد
- إسلام إبراهيم أبو العزم
- أشرف عباس أمين
- إيهاب رجب بسيوني
- بسام ياسر حسن
- شريف أحمد خيري
- شريف آدم عيسى
- طارق زكي الصافي
- عبد الرحمن سعيد محمد
- عبد المحسن أحمد بدر
- عز محروس محمد
- علي رضا جمعة
- كريم علي بخيت
- محمد أحمد صالح
- محمد إمام أبو المجد
- محمد إمام مرعي
- محمد عبد المنعم إبراهيم
- محمود محمد السيد
- محمود محمد سيف
- منذر حسن العزبي
- مهنا عثمان مبارك
- هاني حامد نجاتي
- هيثم حسين محمد
- هيثم مصطفى إبراهيم
التحقيقات والتهم الموجهة
النيابة وجهت إلى هؤلاء المعتقلين اتهامات تشمل "بث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة"، و"الانضمام إلى جماعة إرهابية والمشاركة في تحقيق أغراضها مع العلم بأهدافها"، و"إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، و"استغلال الإنترنت لنشر الجرائم"، و"التمويل والترويج للعنف".
وتقرر حبسهم جميعًا لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في عدد من القضايا المتعلقة بالأمن القومي.
تحركات حقوقية وتنديد بالانتهاكات
تجدر الإشارة إلى أن عائلات المعتقلين، بما في ذلك أسر الأشقاء الأربعة، كانت قد تقدمت ببلاغات إلى النائب العام ومؤسسات حقوق الإنسان في مصر والعالم، مطالبة بالكشف عن مكان اعتقال أبنائهم والتحقيق في الانتهاكات التي تعرضوا لها.
وقد حذر العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من تصاعد عمليات الإخفاء القسري في مصر، معتبرين أن هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
منظمات حقوقية دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" كانت قد دعت مرارًا سلطات السيسي إلى وقف هذه الممارسات والكشف عن مصير آلاف المختفين قسريًا في سجون السيسي في وقت تشهد فيه البلاد تزايدًا في الاعتقالات السياسية على خلفية معارضتهم للنظام الحاكم.