تقترب مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة من مراحلها النهائية، وسط توقعات بإعلان الاتفاق اليوم الأحد، وفقًا لما أكده مصدر قيادي في حركة حماس.
وأشار المصدر إلى أن "الطبخة نضجت" وتم التوصل لتصور لاقى استحسان الوسيطين المصري والقطري وكذلك الوسيط الأمريكي، الذين نقلوه بدورهم للجانب الصهيوني.
تطورات المفاوضات ودور الوسطاء
قال القيادي المطلع على المفاوضات إن المفاوضات شهدت تقدمًا ملحوظًا خلال الأيام القليلة الماضية، بفضل تقديم حركة حماس "تسهيلات جديدة" وصفت بأنها إيجابية من قبل الوسيط الأمريكي.
وأضاف أن هذه التسهيلات دفعت المفاوضات إلى الأمام، مما سمح للوسطاء بنقل هذه التطورات إلى الجانب الصهيوني، الذي من المتوقع أن يرد قريبًا.
وتتزامن هذه التطورات مع زيارة متوقعة لرئيس الموساد الصهيوني، ديفيد برنياع، إلى العاصمة القطرية الدوحة أمس السبت، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق قبل الإعلان الرسمي عنه.
ملامح الاتفاق المقترح
يتضمن الاتفاق المرتقب انسحابًا تدريجيًا للاحتلال الصهيوني من محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، الذي احتله الصهاينة في مايو الماضي.
ينقسم الانسحاب إلى ثلاث مراحل:
- انسحاب جزئي خلال المرحلة الأولى مع إبقاء نقاط مراقبة.
- تقليص وجود المحتل الصهيوني تدريجيًا في المرحلة الثانية.
- الانسحاب الكامل في المرحلة الثالثة.
ويشمل الاتفاق أيضًا ترتيبات تتعلق بممر نتساريم الذي يقسم القطاع إلى نصفين، ما يسهم في تسهيل الحركة داخل القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، سيُسمح للمواطنين بالعودة إلى شمال غزة، مع وضع آليات لضمان عدم انتقال المسلحين والأسلحة من الجنوب إلى الشمال.
تفاصيل إضافية حول التفاوض وصفقة التبادل
أوضح المصدر أن الاتفاق سيتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا كمرحلة أولى، يتم خلالها تنفيذ عدة خطوات:
- انسحاب الاحتلال من معبر رفح
- إعادة تشغيل المعبر وفق اتفاقية 2005
- دخول 400 شاحنة مساعدات يوميًا.
- إطلاق سراح 14 أسيرًا صهيونيا، بينهم خمس مجندات وكبار سن وأصحاب حالات مرضية.
وتلي هذه المرحلة مفاوضات جادة بشأن انسحاب كامل للاحتلال من القطاع وإنهاء الحرب بشكل دائم.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر في حركة حماس أن المفاوضات تضمنت أيضًا صفقة لتبادل الأسرى، تشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، من بينهم أكثر من 100 أسير محكوم عليهم بفترات سجن طويلة، مقابل إطلاق سراح أسرى صهاينة.
تحديات قائمة وتوقعات بالإعلان قريبًا
رغم التقدم المحرز، ما زالت هناك تحديات تواجه إتمام الاتفاق، أبرزها التفاهمات المتعلقة بتواجد الاحتلال خلال المراحل الانتقالية.
ومع ذلك، أشارت المصادر إلى أن "الاتفاق جاهز للإعلان إذا لم يضع الاحتلال شروطًا جديدة تعرقل التقدم".
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه قطاع غزة مواجهة عدوان صهيوني مستمر منذ 464 يومًا، أسفر عن استشهاد 46,537 شخصًا وإصابة 109,571 آخرين، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.
ويأمل الفلسطينيون أن يسهم الاتفاق المرتقب في تخفيف المعاناة الإنسانية وفتح آفاق لحلول سياسية أكثر استدامة.