في لحظة فارقة من تاريخ المعاناة الفلسطينية، بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين، صباح اليوم الاثنين، رحلة العودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، بعد أن أُجبروا على النزوح بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 470 يومًا.
هذه العودة التي تأتي عقب تفاهمات جديدة بوساطة قطرية، تعكس صمود الفلسطينيين أمام محاولات تهجيرهم وتغيير الواقع الديموغرافي في القطاع.
عودة تدريجية وسط إجراءات أمنية مشددة
أعلنت الجهات الرسمية في غزة، ممثلة بوزارة الداخلية ومكتب الإعلام الحكومي، عن فتح شارع الرشيد الساحلي لعبور المشاة فقط في الاتجاهين بدءًا من الساعة السابعة صباحًا، مع منع مرور أي مركبة عبره وفق التفاهمات.
كما تم فتح شارع صلاح الدين -محور نتساريم- أمام المركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، على أن تخضع جميع السيارات للفحص الأمني عبر نقاط التفتيش المخصصة.
هذه الإجراءات تأتي في ظل انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم، الذي كان يفصل شمال القطاع عن جنوبه، في خطوة تشير إلى تراجع استراتيجي لقوات الاحتلال عن بعض مواقعها في ظل التطورات الأخيرة.
فرحة العودة رغم الدمار
بينما كانت الحشود تتدفق نحو منازلها المدمرة، ارتسمت على وجوه العائدين مشاعر مختلطة من الفرح والألم، فبالرغم من الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان، إلا أن الفلسطينيين أثبتوا مرة أخرى تمسكهم بأرضهم، العائلات التي كانت تفترش العراء في الأيام الماضية على أمل العودة، بدأت اليوم في إعادة ترتيب حياتها وسط أنقاض منازلها المهدمة.
وأظهرت مقاطع مصورة لحظات العودة الأولى، حيث سار النازحون مسافات طويلة على الأقدام، قاطعين ما لا يقل عن 7 كيلومترات عبر شارع الرشيد، متجاوزين آثار الدمار والركام الذي لم يُمح بعد من الشوارع.
حماس: انتصار جديد لشعبنا
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن عودة النازحين تمثل "انتصارًا لشعبنا وإعلان فشل الاحتلال في تهجيره"، مشيرة إلى أن المشاهد التي توثق عودة الحشود تؤكد إرادة الفلسطينيين التي لم تنكسر رغم محاولات الاحتلال لإجبارهم على مغادرة القطاع.
ودعت الحركة إلى تعزيز الجهود الإنسانية لتوفير المساعدات العاجلة للعائدين، الذين يواجهون أوضاعًا معيشية قاسية نتيجة الدمار وانهيار الخدمات الأساسية.
أرقام مرعبة لحجم الكارثة الإنسانية
منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى التاسع عشر من يناير 2025، خلّفت الحرب الصهيونية على غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث استشهد وأصيب أكثر من 158 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 14 ألف شخص في عداد المفقودين.
كما تسببت الحرب في تهجير 85% من سكان القطاع، أي ما يقارب 1.93 مليون شخص، من منازلهم، بينما اضطر نحو 100 ألف شخص إلى مغادرة القطاع بالكامل.
ويعيش حاليًا أكثر من 1.6 مليون فلسطيني في مراكز إيواء مؤقتة وخيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وسط دمار هائل للبنية التحتية والممتلكات، في ظل هذه الظروف، وتظل عودة النازحين إلى مناطقهم رسالة تحدٍّ وصمود في وجه محاولات الاحتلال لتفريغ القطاع من سكانه.
الفيديوهات:
https://x.com/ehajjarr/status/1883758737632141349
https://x.com/qudsn/status/1883806543193215167
https://x.com/tamerqdh/status/1883762936650576262
https://x.com/AJA_Egypt/status/1883808169870123371
https://x.com/qudsn/status/1883801678933311520
https://x.com/Jhkhelles/status/1883787171368456514
https://x.com/AJA_Egypt/status/1883810921648144645
https://x.com/shejae3a/status/1883766605492183323
https://x.com/AnasAlSharif0/status/1883755794723991979
https://x.com/qudsn/status/1883806269758222533
https://x.com/AnasAlSharif0/status/1883760329047622093