تشهد منطقة كوم أوشيم الصناعية بمحافظة الفيوم أزمة عمالية متصاعدة بعد قيام إدارة شركة سيراميكا إينوفا (المعروفة سابقًا باسم مجموعة الفراعنة) بتسريح نحو 350 عاملًا، وإجبار مئات العمال المتبقين على العمل لمدة 16 ساعة يوميًا لتعويض النقص في العمالة.
فصل تعسفي للعمال وحرمان من الحقوق
شملت قرارات الفصل التعسفي 57 عاملة و130 من ذوي الإعاقة الذين يمثلون نسبة 5% من إجمالي القوى العاملة، بعد رفضهم إجازة إجبارية لمدة ستة أشهر تُمنح لهم برواتب أساسية فقط، ما اعتبره العمال استهدافًا مباشرًا لحقوقهم المكتسبة.
إضافة إلى ذلك، قلصت إدارة الشركة عدد الأوتوبيسات المخصصة لنقل العمال من أماكن إقامتهم إلى مقر المصنع، مما دفعهم إلى استئجار وسائل نقل على نفقتهم الخاصة دون أن توفر لهم الشركة بدل انتقال.
إضراب العمال ووعود لم تتحقق
في 22 يناير الماضي، دخل عمال الشركة في إضراب عن العمل احتجاجًا على تأخر صرف راتب شهر ديسمبر، والمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور البالغ 6000 جنيه، حيث لا يتجاوز متوسط رواتبهم 4000 جنيه، فضلًا عن المطالبة بعودة خدمة النقل التي أوقفت الشركة 75% منها.
وخلال فترة الإضراب، عُقدت اجتماعات بين ممثلي العمال ونائب محافظ الفيوم محمد التوني، بحضور برلمانيين وقيادات حزبية، لمحاولة إيجاد حلول للأزمة.
كما التقى مالك الشركة، رجل الأعمال محمد فوزي، بمحافظ الفيوم أحمد الأنصاري، حيث ادعى أن الشركة تواجه أزمة مالية وديونًا متراكمة تمنعه من دفع الرواتب التي تصل إلى 12 مليون جنيه شهريًا، مشيرًا إلى تقدمه بطلب رسمي لوزارة الصناعة لإغلاق المصنع.
في محاولة لحل الأزمة، أعلن المحافظ عن موافقة "صندوق إعانات الطوارئ للعمال" التابع لوزارة العمل على تغطية 4 ملايين جنيه شهريًا من أجور العمال، بينما تتحمل الشركة المبلغ المتبقي.
وبناءً على هذه الوعود، قرر العمال إنهاء الإضراب في 29 يناير، لكنهم فوجئوا في اليوم التالي بقرار تسريح جماعي وإجبار بعض العمال على إجازات إجبارية بأجور منخفضة.
تاريخ من الأزمات العمالية
تأسست مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية في أواخر الثمانينيات، وضمّت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.
وعرفت الشركة بسجل طويل من الإضرابات والاحتجاجات العمالية منذ عام 2009، خاصة بعد ثورة 25 يناير، حيث شهدت مطالبات مستمرة بتحسين الأجور وظروف العمل.