في خطوة تصعيدية خطيرة، استأنفت إسرائيل عدوانها العسكري على قطاع غزة فجر الثلاثاء 17 رمضان، في هجوم جوي مكثف استهدف المدنيين العزل، في استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين في ذكرى غزوة بدر الكبرى.
هذا التوقيت لم يكن عشوائيًا، بل يحمل في طياته رسالة تحدٍ للأمة الإسلامية، ويؤكد النهج الإسرائيلي المستمر في محاولات طمس الرموز الدينية والتاريخية للعالم الإسلامي.
رسالة استفزاز متعمدة
صرّح محمد الخليفة، القيادي البارز في حزب الاستقلال المغربي، أن استئناف العدوان في هذا اليوم المقدس هو رسالة إسرائيلية واضحة مفادها أن الإسلام ومقدساته ليسا ضمن الاعتبارات السياسية للصهاينة وحلفائهم.
وأضاف أن ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب عسكرية، بل هو استهداف للعقيدة الإسلامية وإبادة ممنهجة لكل ما يرمز إلى الهوية الإسلامية والعربية.
وأشار الخليفة إلى أن هذا العدوان لا يقتصر فقط على استهداف البنية التحتية، بل يشمل اغتيال الرموز الفلسطينية التي تعكس المقاومة والصمود، مما يعكس نية الاحتلال في القضاء على أي وجود فلسطيني حقيقي.
انتقاد الصمت العربي والدولي
وجّه الخليفة انتقادات لاذعة للموقف العربي والدولي الذي وصفه بـ"المتخاذل"، متسائلًا عن مستقبل ملياري مسلم يعيشون في حالة من العجز أمام جرائم الاحتلال.
وأضاف أن القوى الدولية تواصل دعم إسرائيل بلا محاسبة، بينما تعاني فلسطين من تواطؤ عالمي ساهم في استمرار الاحتلال وفرض واقع قسري على الفلسطينيين.
وأكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إقليمية، بل هي قضية إنسانية عالمية، وأن أي صمت عربي أو إسلامي يعني مزيدًا من التواطؤ مع الاحتلال.
استهداف القيادات الفلسطينية والتطهير الممنهج
يتجلى في سياسة الاحتلال الإسرائيلية رغبة واضحة في استئصال القيادات الفلسطينية، إذ لم تقتصر العمليات العسكرية على استهداف مقاتلي المقاومة، بل امتدت لتشمل اغتيال شخصيات مدنية بارزة، في محاولة لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية.
ويؤكد الخليفة أن الاحتلال لا يسعى فقط إلى القضاء على الفصائل المسلحة، بل يريد فرض سيطرته الكاملة على فلسطين من خلال القضاء على رموزها الوطنية والدينية.
تحرك عربي وإسلامي عاجل
في ظل هذا التصعيد الخطير، دعا الخليفة إلى استعادة الوعي الجماعي العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه ليست مجرد حرب عسكرية، بل معركة وجودية تتعلق بمستقبل الأمة بأسرها. وقال: "إسرائيل لا تسعى إلى تسويات حقيقية، بل تخطط للسيطرة الكاملة على فلسطين بمباركة القوى الكبرى".
وحذر من أن استمرار الصمت العربي يعني مزيدًا من التنازلات والانهيار أمام المشروع الصهيوني، داعيًا الحكومات العربية إلى اتخاذ مواقف قيادية وحاسمة لدعم القضية الفلسطينية.
استئناف العدوان.. تصعيد عسكري جديد
جاء استئناف الهجوم الإسرائيلي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية عشرات المواقع في قطاع غزة، مستهدفة منازل المدنيين ومخيمات النازحين.
وأكدت هيئة البث العبرية الرسمية انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أن "سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم غزة"، وأنه من المتوقع رد المقاومة بإطلاق الصواريخ.
فيما صرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل التصعيد العسكري ضد حركة حماس، زاعمًا أن العمليات تهدف إلى "تحقيق أهداف الحرب، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين".
من جهتها، أدانت حركة حماس هذا التصعيد ووصفته بأنه "استئناف لحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين"، متهمة إسرائيل بالتراجع عن التزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار، وتعريض الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لمصير مجهول.
رفض فلسطيني للتلاعب الإسرائيلي بالاتفاقات الدولية
منذ انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، ترفض إسرائيل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تتضمن انسحابًا إسرائيليًا من القطاع ووقفًا كاملًا للحرب.
ووفقًا للوسطاء، كان الاتفاق يشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين، لكن تل أبيب سعت إلى تمديد الهدنة بشروطها دون تنفيذ التزاماتها.
تؤكد حماس التزامها بالاتفاق، لكنها تطالب بضغط دولي على إسرائيل للوفاء ببنوده، مطالبة الوسطاء الدوليين بتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بإيقاف عدوانه المتواصل.