شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية واسعة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى تعزيز سيطرته في محور نتساريم وسط القطاع. وترافق هذا الهجوم مع قصف مكثف، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية.

 

تفاصيل العملية العسكرية:

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" أن قوات الاحتلال بدأت خلال الساعات الأخيرة تنفيذ عملية برية "محددة ودقيقة" في وسط قطاع غزة وجنوبه. وأوضح أن الهدف من هذه العملية هو "توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة" بين شمال القطاع وجنوبه، مشيرًا إلى أن القوات سيطرت على أجزاء واسعة من محور نتساريم.

 

إخلاء قسري وتحذيرات للسكان:

بالتزامن مع العملية البرية، وجه جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة لسكان عدة مناطق في قطاع غزة، شملت بلدة بيت حانون في الشمال، إضافة إلى خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة في خان يونس جنوبًا. وقامت طائرات الاحتلال بإلقاء منشورات تحذيرية، طالبت السكان بالمغادرة الفورية، مهددةً بشن "هجوم قوي" يستهدف حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي خرائط تحدد المناطق التي يُطلب من سكانها الإخلاء، مما أثار مخاوف واسعة من تصعيد إضافي في عمليات القصف والدمار.

 

قصف عنيف واستهداف للمدنيين:

تزامنت هذه التطورات مع تصعيد خطير في عمليات القصف الجوي الإسرائيلي، حيث استهدفت الغارات مناطق عدة في غرب غزة والمواصي، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق تقارير وزارة الصحة في القطاع. وأكدت الوزارة أن القصف المكثف منذ فجر الثلاثاء أسفر عن استشهاد أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 562 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

 

تهديدات إسرائيلية بتصعيد أكبر:

على صعيد آخر، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدًا مباشرًا لسكان غزة، مطالبًا بالإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وإلا "سيواجه القطاع دمارًا كاملًا". وأضاف كاتس: "السنوار الأول دمر غزة، والثاني سيقضي عليها بالكامل.

كما أشار إلى أن الهجوم الجوي الحالي على غزة ما هو إلا "الخطوة الأولى"، مؤكدًا أن العمليات العسكرية البرية القادمة ستكون أكثر قسوة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وفق خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

 

تحذيرات دولية ومخاوف من كارثة إنسانية:

وسط هذه الأحداث، أعربت عدة منظمات إنسانية ودولية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الإسرائيلي واستهداف المدنيين، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع. وتزداد المخاوف من تفاقم الأوضاع في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي، وغياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة.