في مشهد يحمل كثيرًا من الألم والفقدان، دوّنت مريم خالد، ابنة المعتقل السياسي الراحل خالد أحمد مصطفى، رسالة مؤثرة بعد استلامها حقيبة والدها من إدارة السجن. فقد توفي مصطفى في 19 فبراير الماضي داخل سجن العاشر، وسط ما وصفته منظمات حقوقية بظروف غامضة وإهمال طبي متعمّد.
وعبر حسابها على موقع "فيسبوك"، شاركت مريم كلمات مفعمة بالحزن، قائلة: "لا أصدق أن هذا ما تبقى منك يا أبي... كان دائمًا نظيفًا ورائحته جميلة.. سبحة وعطر، وفرشاة أسنان، ونظّارة... كم كنت بسيطًا وجميلًا". وتضرّعت بالدعاء: "يا رب، بحولك وقوتك، يكون بابا آخر معتقل يموت في سجونهم، ويخرجوا كلّهم عاجلاً غير آجل يا رب".
https://www.facebook.com/kevoc.4/posts/3894367794156056
وأرفقت مريم مع منشورها صورة لمحتويات الحقيبة، بالإضافة إلى صور لأدوية والدها، والتي عرضت بعضها للمحتاجين، إذ إنّ صلاحيتها تمتد حتى عام 2026.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=3894357920823710&set=pb.100007486200018.-2207520000
السياق الحقوقي للواقعة:
منظمات حقوقية عدة، من بينها مؤسسة "عدالة" لحقوق الإنسان، أعلنت عن وفاة خالد مصطفى، مؤكدة أنه قضى سنوات في السجن وسط معاناة قاسية وظروف احتجاز متدهورة. وأشارت المؤسسة إلى أن "المعتقلين في السجون يعانون من إهمال طبي متعمد وحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية، مما أدى إلى وفاة العديد منهم في ظروف مشابهة".
الإحصائيات المرعبة:
لم تكن وفاة خالد مصطفى حالة فردية، فقد رصدت منظمات حقوقية في عام 2024 وحده أكثر من 50 حالة وفاة بين السجناء السياسيين في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة نتيجة الإهمال الطبي وسوء ظروف الحبس.
كما وثّقت حملة "لا تسقط بالتقادم" التابعة للمفوضية المصرية للحقوق والحريات، 137 حالة وفاة بين عامي 2022 و2024 في أماكن احتجاز رسمية وغير رسمية، بما في ذلك مقار الأمن الوطني ومعسكرات الأمن المركزي.