لم يصدر أي قرار رسمي من الكونجرس بتسريح موظفي فناة الحرة الاميركية إلى الآن، بل تعود الإجراءات الأخيرة إلى مراسيم تنفيذية أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف تقليص حجم وسائل الإعلام الفيدرالية الممولة من الحكومة الأمريكية.
وأصدر ترامب السبت 15 مارس الجاري أوامر تنفيذية تقضي بإعادة هيكلة وإلغاء تمويل العديد من المؤسسات الإعلامية الفيدرالية، من بينها إذاعة "صوت أمريكا " (VOA)وراديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي وراديو آسيا الحرة ومكتب البث الكوبي الذي يدير إذاعة وتلفزيون مارتي.
وقال مايكل أبراموفيتز، مدير "صوت أمريكا"، إن جميع موظفيه تقريبًا، الذين يبلغ عددهم 1300 صحفي ومنتج ومساعد، قد أُوقفوا عن العمل إداريًا، مما أدى إلى شلل في عمل هذه الإذاعة التي تبث بأكثر من 50 لغة.
وقال أبراموفيتز في منشور على لينكد إن: "أشعر بحزن عميق لأنه لأول مرة منذ 83 عامًا تُسكت إذاعة صوت أمريكا العريقة"، مشيرًا إلى دورها الهام "في النضال من أجل الحرية والديمقراطية حول العالم".
القرارات ضمن توجهات ترامب التي تهدف إلى تقليص البيروقراطية الفيدرالية، ويشترك معه في هذا الرؤية الملياردير إيلون ماسك، الذي يرى أن العديد من المؤسسات الإعلامية الممولة من الحكومة أصبحت عبئًا على دافعي الضرائب.
شبكة الشرق الأوسط للبث (MBN)، التي تدير قناة "الحرة"، تأثرت بتخفيض التمويل الفيدرالي، إلا أنه لم يصدر أي قرار رسمي بإغلاق القناة نهائيًا.
ولكن الشبكة تعاني من أزمة مالية خانقة، خاصة بعد تخفيض ميزانيتها بمقدار 20 مليون دولار، ما أدى إلى تسريح أكثر من 160 موظفًا في سبتمبر الماضي 2024.
ويأتي هذا القرار وسط مخاوف متزايدة بين العاملين في الإعلام الممول من الحكومة الفيدرالية، حيث يخشى الكثيرون أن يكون الهدف النهائي هو التخلص التدريجي من هذه المؤسسات الإعلامية أو تقليص دورها بشكل جذري.
تملك تلك الوسائل مكاتب ثابتة لها في الولايات المتحدة وأخرى منتشرة حول العالم، وتضم مئات الموظفين. وبهذه الخطوة، سيكون مصير «الحرة» مشابهاً لـ «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» (usaid) التي أغلقت أبوابها أخيراً بقرار من دونالد ترامب أيضاً، فوجد آلاف الموظفين أنفسهم عاطلين من العمل بشكل مفاجئ.
لكن من كان يتابع أخبار «الحرّة» في السنوات الأخيرة، يعرف جيداً أنّ خبر الإغلاق لم يكن مفاجئاً. فقد مرّت الشبكة في مطبّات اقتصادية عدة في الأعوام الأخيرة كادت أن تودي بها.
وكان آخرها إغلاق «الحرة عراق» في شهر سبتمبر الماضي، بعدما أعلنت القناة تقليص الميزانية بنحو 20 مليون دولار أميركي.
واستبشر معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي بفقدان إبراهيم عيسى الذي استغل هذا المنبر الامريكي للإعلام في الطعن في ثوابت مثل الإسراء والمعراج.
وقال مختار محمود البرعى على فيسبوك "بعد إغلاق قناة الحرة الأمريكية..أبو حمَّالات يستعد لارتداء العمة والكاكولا وتقديم برنامج على قناة أزهري وآخر على قناة الناس..وصبي تكوين يعتزم إطلاق لحيته وارتداء الجلباب الأبيض القصير والانضمام لحزب النور..وحمَّالة الحطب تفكر جديًا في افتتاح حضانة إسلامية..وكل ذلك حتى إشعار آخر!".
وعلق الصحفي وحيد رأفت أحمد رضوان "بعد اغلاق ترامب لقناة “الحرة” .. ابو حمالات فى سوق العتبة !!". مضيفا اعتبار إدارة ترامب أن وسائل الإعلام الممولة من حكومة الولايات المتحدة الموجهة للخارج تبذر المال العام وغير ضرورية.
وتبنى ناشطون حملات مقاطعة للقنوات التي يظهر عليها إبراهيم عيسى وفريقه التكويني الالحادي ومنها قناة القاهرة والناس وقناة الحرة .